انطلاق موسم ركراكة من 10 أبريل إلى غاية 18 ماي 2025، عبر عدة محطات روحية وتاريخية بالعديد من الجماعات الترابية بإقليمي الصويرة واسفي

اسفي: عبد الرحيم النبوي
انطلقت فعاليات موسم طواف الزوايا الرجراجية لهذه السنة يوم الخميس 10 أبريل 2025، فحسب البرنامج الرسمي الذي تشرف عليه مؤسسة نقيب زوايا رجراجة بالمغرب، يمتد دور ركراكة من 10 أبريل إلى غاية 18 ماي 2025، ويمر عبر عدة محطات روحية وتاريخية بالعديد من الجماعات الترابية بإقليمي الصويرة و اسفي، وتجوب الطائفة الرجراجية جميع المناطق الممتدة على تراب الشياظمة وعبدة وحاحا، بضيوفه ومريديه ، يحتضن آلاف الزوار من كل البقاع خدمة للتصوف السني بعمقه المغربي الأصيل، كتجسيد عميق لأدوارها الدينية والصوفية وإبراز قيم التضامن والتكافل الإنساني وصلة الرحم بين اهالي المنطقة وزوارها مساهمة في حركية تجارية تنعش الاقتصاد المحلي.
وأوضح أحد المهتمين بالتراث المحلي، بان التراث، ان موسم ركراكة مجرد احتفال عابر بل هو ارث حضاري ضارب في عمق التاريخ، يعود لقرون خلت حين حمل شيوخ الطائفة مشعل العلم والتصوف، ناشرين القيم الروحية بين القبائل والمداشر، وعلى مدار 40 يوما، تتجدد الروابط بين الماضي والحاضر، ويحيي ذكر الصالحين في أجواء تعكس عمق التراث المغربي الأصيل.
وأبرز المتحدث ذاته، ان دور ركراكة يتميز بطابعه الفريد الذي يجمع بين حلقات الذكر والمديح، ومواكب التبوريدة التي تزين سماء المنطقة باهاجيز الفروسية الاصيلة، كما تقام ندوات فكرية تناقش دور الزوايا في الحفاظ على هوية المغرب الروحية، ومعارض تعرض كنوز الصناعة التقليدية، لتتحول رجراجة الى قبلة للزوار من كل حدب وصوب.
واكد المصدر المذكور، أهمية هذا الحدث كونه ليس مجرد طقس ديني، بل هو نبض اقتصادي واجتماعي ينعش المنطقة، حيث تعج الأسواق بالزائرين، وينتعش الرواج التجاري، في لوحة تنسجها البركة والروحانية، فهو موعد سنوي، يثبت ان التصوف ليس مجرد تراث جامد، بل هو تراث حي ينساب في وجدان المغاربة، مجسدا قيم التسامح والمحبة وبين أصداء الامداح النبوية وصهل الخيول، وتوافد الوفود، سيظل رجراجة شاهدة على امتداد هذا الإرث النقي في موسم يعيد للأرض لغتها الخاصة حيث تتحدث بالتصوف والبركة.