اليوم العالمي للمآثر والمواقع التاريخية يرصد الواقع المتردي للمأثر التاريخية بآسفي

اسفي: عبد الرحيم النبوي
يشكل اليوم العالمي للمآثر والمواقع التاريخية، الذي يحتفي به المغرب، مناسبة للحث على تكثيف الجهود من أجل الحفاظ على هذا التراث، وكذا للتأكيد على أهمية الاستثمار في هذا المجال كمحرك في تعزيز الديناميات التنموية.
وسجل المهتمون بالمآثر التاريخية بإقليم اسفي، تدهورا حادا على مستوى البنايات والمعالم التاريخية، كما عرفت هذه الاخيرة العديد من التراجعات على مستوى النظافة، نتيجة تراكم النفايات، والتي حولت بعض جنبات هذه الأسوار إلى مراحيض عمومية و مرتعا للتخلص من الفضلات ورمي الأزبال التي تنبعث منها روائح هي الأكثر كراهية، مسببة أضرارا صحية للمواطنين، في ظل غياب المجالس المنتخبة المسؤولة عن التدبير المحلي.
ونظرا للوضعية المأساوية التي تعيشها مدينة آسفي، وحالات الإهمال الكبير التي تعرفها معالمها التاريخية ونسيجها العمراني الآيل للسقوط ولحالة التدهور الكبيرة التي طالت المآثر التاريخية والمعالم الروحية بهذه المدينة، من زوايا وأضرحة وكتاتيب قرآنية، وحالات الانهيار الخطيرة التي تطال قصر البحر والكنيسة الاسبانية والكنيسة البرتغالية وبنايات لها رمزيتها الثقافية والعملية والتراثية، وعدد من المعالم التاريخية المصنفة بظهائر سلطانية تنهار اليوم الواحدة تلو الأخرى، شدد المهتمون بالمآثر التاريخية بالإقليم ، على ضرورة الإسراع في حماية المآثر التاريخية للمدينة، وذلك بالعمل على ترميمها بطريقة احترافية تراعي الجانب المعماري والأيكيولوجي، ما من شانه أن يحافظ على هذه المنظومة المتعلقة بأسوار المدينة التي تعد معالم فريدة حافظت على خصوصيتها منذ إنشائها من طرف العرب ثم البرتغاليين إلى اليوم.
واعتبر المهتمون بالمآثر التاريخية بالإقليم، أن الاعتناء بأسوار المدينة ومآثرها التاريخية، ليست ترفا بل هو عمل يندرج في خانة حفظ للذاكرة والهوية الوطنية وعنصرا أساسيا في التنمية والإقلاع الاقتصادي، محذرين من أن هناك مجموعة من البنيات والمواقع الأثرية والتاريخية بآسفي، تستدعي التدخل لحمايتها وإنجاز دراسة تشخيصية وتقنية للحالات الاستعجالية لهذه المعالم التاريخية، و أن التفريط في هذه المعالم، هو تفريط في هوية المدينة والإقليم، باعتبارها ترمز إلى ماضي حاضرة المحيط، حيث لعبت أدوارا مهمة على مر العصور والحقب الزمنية المختلفة، ووثقت لأحداث ستظل خالدة في الذاكرة الجماعية المحلية والوطنية.
وطالب المهتمون بالمآثر التاريخية بالإقليم، بترميم هذه الأسوار باعتبارها ذاكرة تاريخية هامة، ومخزوناً تراثياً يدلّ على حضارة وعراقة الإقليم، موضحين أن جل المباني التاريخية بالإقليم ، سواء كانت أسواراً أو القلع أو أبواباً أو غيرها، قد تتعرض للأضرار بسبب عوامل التعرية أو الأحوال الجوية، وبالتالي أصبحت عرضة للإهمال، كما أوصت الفعاليات المذكورة، بضرورة الاستثمار في قطاع التراث باعتباره رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية بهدف تثمين القطاع و وضع حد لحالة التردي الخطير التي عرفه النسيج الحضري العتيق بآسفي، والتدخل العاجل لإنقاذ المعالم التاريخية والحضارية بمدينة آسفي العريقة التي وصفها بن خلدون بحاضرة المحيط، كما تدعو القيمين على الشأن المحلي بآسفي إلى تقييم مختلف التدخلات العمومية بالاعتماد على الخبراء المختصين في تثمين التراث المادي واللامادي من أجل النهوض بالغنى الحضاري والتاريخي والثقافي الذي تختزنه ذاكرة المدينة العتيقة بآسفي .