قافلة الشرفاء الرجراجين تحط الرحال بزاوية رتنانة مرقد الولي الصالح سيدي احساين مول الباب بالجماعة الترابية المعاشات إقليم آسفي

آسفي: عبد الرحيم النبوي
في إطار فعاليات موسم ركراكة، وصلت أمس الخميس قافلة الشرفاء الرجراجين إلى جماعة لمعاشات الصويرية القديمة إقليم آسفي، في أجواء روحانية سادتها اذكار والابتهالات وقراءات جماعية لآيات من الذكر الحكيم، كما تعالت الزغاريد والأهازيج ودقات الدفوف لنساء اجتمعن وسط فناء واسع، تعبيرا عن فرحتهن بوصول قافلة ركراكة الى الولي الصالح سيدي احسين مول الباب.
فقافلة الشرفاء الرجراجين في دورها هذا، حسب أبناء المنطقة، لا يحملون فقط الذاكرة الروحية والتراثية، بل يُعيدون إحياء قيمٍ عريقة طالما ميزت أهل المنطقة: الجود، الكرم، والنخوة. وتغدو محطات الموسم بذلك فسيفساء إنسانية فريدة، يلتقي فيها الروحي بالمادي، والديني بالاجتماعي، في لوحةٍ متجانسة قلّ نظيرها، وهي بذلك لحظات من البهاء الإنساني، حين تتحول البيوت إلى محاريب للعطاء، وتصبح الموائد شاهدة على سخاء لا مثيل لها، بحيث لا فرق بين الزائر والمُقيم، ولا بين ابن الدار والغريب، فالجميع يُستقبلون بترحاب يليق بقدسية الموسم وروح المكان.
وفي تصريح لاحد الشرفاء الرجراجين قدم نبذة تاريخية حول موسم ركراكة أو ما يعرف بالدور، مبرزا أن هذه الجولة الدينية التي تعرف ب(الدور)٬ تتم على مرحلتين، تجري الأولى بمجموع تراب منطقة الشياظمة٬ أما المرحلة الثانية فتهم شرق (جبل لحديد)، ويتم تنظيم طقوس احتفالية قرب كل واحدة من الزوايا التي تتم زيارتها والبالغ عددها، زيارة 44 من الأضرحة والزوايا الدينية.
ومن جهته، أوضح أحد ممثلي الساكنة بالمجلس الجماعي لمعاشات، أن وصول قافلة الشرفاء الرجراجين إلى الولي الصالح سيدي احسين مول الباب بجماعة لمعاشات الصويرية القديمة إقليم آسفي، يكتسي أبعادا دينية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياحية بالنسبة لساكنة المنطقة، بالإضافة إلى ما تحمله من أبعاد رمزية تتمثل في خلق حركية ثقافية واقتصادية باستغلال موسم ركراكة الذي يتزامن مع انطلاق فصل الربيع٬ الذي يعرف توافد العديد من الزوار المغاربة والأجانب.
ويجوب دور ركراكة، جميع المناطق الممتدة على تراب الشياظمة وعبدة وحاحا، بضيوفه ومريديه ، يحتضن آلاف الزوار من كل البقاع خدمة للتصوف السني بعمقه المغربي الأصيل، كتجسيد عميق لأدوارها الدينية والصوفية وإبراز قيم التضامن والتكافل الإنساني وصلة الرحم بين اهالي المنطقة وزوارها مساهمة في حركية تجارية تنعش الاقتصاد المحلي، باعتبار ان موسم ركراكة لا يعد مجرد احتفال عابر بل هو ارث حضاري ضارب في عمق التاريخ، يعود لقرون خلت، حين حمل شيوخ الطائفة مشعل العلم والتصوف، ناشرين القيم الروحية بين القبائل والمداشر، وعلى مدار 44 يوما، تتجدد الروابط بين الماضي والحاضر، ويحيي ذكر الصالحين في أجواء تعكس عمق التراث المغربي الأصيل.