سهرة الثانية من فعاليات المهرجان الوطني لفن العيطة الفنان عابدين يلهب حماسة الجمهور وحجيب يسافر بهم من خلال فن العيطة، بين الأسوار التاريخية للمدينة العتيقة اسفي

اسفي: عبد الرحيم النبوي
استقطبت السهرة الثانية من فعاليات المهرجان الوطني لفن العيطة التي أحياها الفنان عابدين الزرهوني والفنان محمد ولد الصوبا والفنان فؤاد السفياني والفنان لعربي لشهب والفنان بمدينة الثقافة والفنون باسفي، شريحة واسعة من الجمهور من فئات عمرية متفاوتة.
واستمتع الحضور بسهرة فنية عالية ، بدأ ايقاعها الفنان عابدين الزرهوني الذي الهب حماس الجماهير المسفيوية الحاضرة بمدينة الثقافة والفنون، و التي تم تأثيثها بشكلها منظم، حيث ردد معه الجمهور، أغانيه المشهورة التي تمزج بين إيقاعات الأطلس المتوسط وأغاني الساحل والسهول المغربية الحاملة لنسمات العيطة الحصباوية بأسلوب شيق، ممتع، سحر آذان السامعين وأسكرتهم أحاسيسهم بإيقاعاتها الكثيفة وانزياحاتها نحو النغمة الموسيقية القصيرة والنبرة الأطلسية الحزينة، ومتآلفة لآلات الوتر والبندير، وبذلك استطاع الفنان عابدين الزرهوني، أن يخلق جو من المتعة والسرور، فكان منه أن غنى وتفنن في عزف مقطوعاته التي اتسعت وانتشرت وصار لها ذوي عبر ألحانه الطروبة الشجية، كما انطلق صوته القوي ليلامس مسامع العامة في العديد من الأغاني التي كان لها مفعول السحر في تأجيج مشاعر المحبة والإخاء وإذكاء نار الحماس وسط الجماهير.
وبالمنصة ذاتها، ولم يكن فقرة الغنائية للفنان ولد الصوبا أقل نجاحا من الفقرة الأولى، إذ عكس عدد الحضور من معجبي الفنانين ولد الصوبا والفنان العربي لشهب، عشقهم للون الشعبي، بحيث و كان القاسم المشترك بين الحضور الاستمتاع بأغاني العربي لشهب والفنان محمد ولد الصوبا والرقص على نغمات الأغاني الشعبية وترديد مقاطعها، حيث تفاعل الحضور المتحمس والمتعطش لكل ما هو تراثي أصيل، مع أغاني الفنان ولد الصوبة والتي رددها الجمهور معه في تفاعل كبير تجاوز حدود الإعجاب و التصفيق، ولم يخف الفنان محمد ولد الصوبا إعجابه بحماس و انضباط الجمهور الذي استقبله بهتافات وزغاريد.
وبساحة مولاي يوسف المنصة الثانية، استمتع الحضور قدره المنظمون بأزيد من 60 ألف متفرج ، بباقة من الأغاني أداها الفنان حجيب بطريقته المميزة، حيث لبى رغبة جمهوره وأدى أغاني طلبوها من ريبرتواره، مسافرا بهم لمدة من الزمن، اذ كان صوته يصدح بأغاني من فن العيطة بمختلف أنواعها بين الأسوار التاريخية للمدينة العتيقة المضيئة بتاريخها العريق وتراتها الإنساني المشرق، حيث ردد الجمهور المتواجد بهذه المنصة كل الأغاني المنتمية إلى فن العيطة، كما تراقص على إيقاعاتها، وذلك في تجاوب كبير مع واحد من ألمع نجوم الأغنية الشعبية بالمغرب.