كأس العالم 2022: الكاتب الصحفي جماهري يحتفي ب”الفرح” الذي أدخله الفريق الوطني على قلوب المغاربة
احتفى الكاتب الصحفي، عبد الحميد جماهري، بالفرح الذي أدخله الفريق الوطني على قلوب المغاربة، بعد انتصاره أمس على نظيره الإسباني، وتأهله لدور الربع من بطولة كأس العالم قطر 2022.
واعتبر الصحفي جماهري، في عمود “كسر الخاطر” لعدد يوم غد الخميس من جريدة (الاتحاد الاشتراكي)، بعنوان ” الكرة، كمصنف للفرح!” أن : “الفرح أول أمس، هو أن تدخل الشمس إلى القلب، ليلا! في تمام الساعة الثامنة مساء، أجمل ما في الفرح هو أن يتحول كل شيء إلى أبجدية: الدموع، قفز الكهول في نادي التنس، الرقص، العناق، بلا حاجة سوى لأهازيج الجسد البسيطة، وهو يلثغ مثل أي بدائي تداهمه زرقة السماء”.
وكتب في هذا السياق “الفرح هو أن يصبح القلب كروي الشكل مثل الأرض، ويدور حول نفسه بإحرام الأخضر والأحمر مثل العلم..الفرح أيضا هو أن تتجاوز الخوف ورقة قلبك.. وتتضرع إلى لله: شكرا لك ما زلت حيا بعد كل العواصف التي انتابت قلبي..الفرح عادة غريزة لكنه يتحول في لحظات بعينها إلى فضيلة.آآآآه يكون الوطن في قلب الهتاف والنشيد والزغاريد..أوووواه من الزغاريد، التعبير الأكثر نورانية في «فونيم» العاطفة..الزغاريد : اللغة تعود إلى صولفيجها الأصلي في الجنة..”.
واستطرد “عند العناق، تقول لجارك: أقرضنا قلبك ليتضاعف فرحي.. وهاك قلبي تجول به بين أرض وسماء ط وي تا كطي السجل للكتاب بين يديك! ودعني أستأجر منك عاطفتك لكي يجد القلب هامشا إضافيا من الهواء لينبض الفرح هو أيضا سربا من البط يخبط الصدر، في جسد مشدود كقوس”.
والفرح ، يضيف جماهري في معرض وصفه لهذه البهجة الكروية، “هو أن ترفع هتافك ليندفع جسد اللاعب إلى نهاية المعركة..أن تقف بلاد بكاملها على قدمي حارس المرمى.. أن ي ن سب عدو ك الهزيمة التي م ن ي بها الخصم.. إلى مجهول! هنا الفرح كألم للآخر، وأن تسعد بأنك محسود… عليك! وتبتسم وتقضم الابتسامات بملء قلبك ..الفرح أن يبتسم الأكثر تحفظا ويذكرك بأننا ربحنا أكثر من مباراة: ربحنا فريقا، وأن المونديال حل كل المعادلات الملغزة في تاريخ كرة القدم المغربية: مدرب وطني أو مدرب أجنبي؟ فريق من المحليين أو من المغاربة القاطنين في ملاعب العالم أم خليط لذيذ بين الصفتين؟ هل نثق في عاطفتنا أم في تاكتيك الكوتش؟”. وفي سياق متصل، كتب جماهري “يأخذ الفرح اسم بونو، ويصاب المغاربة بسعادة «زياشة …جياشة». ويصفون على مائدة السعادة بـ 26 وعشرين اسما، وفي كل هجوم يتحسسون رؤوسهم وقد صارت صلعاء مثل رأس الركراكي بمحبة يقبلون الأفوكا وبتفك ه م عد يختارونه ملك الفاكهة!”.
واعتبر الصحفي جماهري أن “الفرح هو أن تصنع زجاجا من شعاع الشمس وتتأمل من ورائه أسراب النحل تدخل قلبك بعسلها. فيسيل بلدك شهدا.. وهو أن ترى بشعاع من نور.. وأن تتحدث بلسان من حليب ..أن تكون لك خيمة من الربيع في فصل شتاء.. الفرح بعد مباراة غير مسبوقة هو أن تفتح قلبك للسعادة فتدخل هي والتاريخ سويا، برقصة واحدة على إيقاع غناوة وأحيدوس والعلاوي والغرناطي والكدرة والجب لية. والملحون والمرساوي و المزامير منذ عهد داوود!”.
وأشاد جماهري بهذا الانتصار التاريخي، حيث الفرح ” أن تتوحد الشعوب والأمم حول نشيدك وهتافك..الفرح هو أن تكون الشمس التي تضيء الخريطة من شرق العرب إلى غرب إفريقيا ومن شمال الروح إلى جنوب القدسية.. الفرح هو أن تمطر ثم يتوقف المطر ويخرج الناس، “خيط من السما””!
و م ع