باب ما جاء في الزفت.

 باب ما جاء في الزفت.

الزفت مادة لاصقة تدوب عند تسخينها ،لطلاء الحيطان ،خوفا من تسرب المياه ،و يذوب قطرانها لطلاء الشوارع قصد تمكين الناس من السير ،و حتى المشي  ،حين توضع على الشوارع المتربة الموجبة لها ،كما أنها تسيل اللعاب من فرط اليسر ،في التحرك طبعا ،حين تبرد.

 حين نمر ،أو نقطن بمدن أخرى غير مدينتنا ،نحس ب”الحكرة”،وحين نقول لبعض الناس أننا أبناء آسفي ،فإنهم ،إن لم يستحيوا ، يستهزؤون بنا .

ما يحصل في آسفي عجيب ،الكل يستعين بالمواقع ليقصفها من داخلها ،و القنابل التي تسمى  a implosion هي أخطر القنابل في الحروب ،و هنا لن أبالغ إن قلت أن آسفي في حرب ،و حتى  حالتها كذلك.

الكل يحارب الكل و لولا لطف الله ،و لطف الملك الذي أمر بتخصيص  مشاريع  كبرى قصد  النهوض بالمدينة، لكنا فقدنا الأمل في نموها ،و فيها ،و لولا لطف الله بجعل عامل الإقليم يقف على إتمام ما يتم بناءه بها لكانت الأمور أعظم مما هي عليه الآن،و لوللا مصادقة وزارة الداخلية على إنفاق تلك الأموال، بعد مراقبتها لمدة كي لا تضيع  ، لتزفيت شوارع المدينة، لكان الناس يدخلوها ب”الكراول ” و البهائم…..و هنا الموضوع الذي سأتطرق له فنيا و ثقنيا ،و الله المستعان .

سيبدأ هذا الشهر تزفيت عدة شوارع بآسفي بغلاف قدره17.000,000,00 أي مليار و 700 مليون سنتيم ،و هذا الرقم الكبير لا يجب الإستهانة به ،لأنه حقيقة رقم له وزنه في ظل سياسة التقشف المفروضة على الجماعات ؛هذا المال إذن, ممكن ، إن لم يوضع بأيدي أمينة آمنة ،أن يضيع و يضيع معه مستقبل جزء من مدينة  تعاني منذ زمن ليس باليسير.

سأتحدث بالتفصيل و سأتابع المليار و السبع المئة . الخاصة بالتزفيت ،او الطلاء البترولي ، له ظوابطه التقنية التي لا محيد عنها ،و التي تبدأ من مراقبة درجة حرارة خروج الزفت من المصنع و التي لا يجب أن تتعدى 170 درجة مئوية لكي لا يحترق فيفقد تجانسه و مستوى إلتصاق حباته مع بعضها و مع البترول ,و إن تعدى هذه الحرارة فإنه يفقد خصائصه ،و من تم لا يعود يصلح لأي شيء حتى في حالة تركه يبرد و إعادة تسخينه ،و حين وصوله إلى مكان وجوب وضعه لا يجب أن يكون في أقل من 160 درجة فوق الشاحنة في إنتظار وضعه ب الآلة finisseur و لا يجب أن تتعدى المسافة التي يأتي منها كلمترات عديدة حتى  لا يضيع تجانسه عبر التحرك داخل الشاحنة و لهذا وجب تصنيعه قريبا من محل الوضع، و حين يتم وضعه على الطريق يجب ان يكون في درجة حرارة بين 120 درجة و 125 و تركه حتى يصل 80 درجة مئوية للبداية في دكه بآلة يراعي وزنها سمك ما هو موجود في الملف التقني مع مراعاة كمية الماء الموجبة لذلك ….و إن لم يكن هكذا ،فهو مال ضائع و عمل ضائع ،لذا وجب الإنتباه إلى كل هذا عبر المراقبة اللصيقة من بداية التصنيع حتى أخد عينة منه بعد الإنتهاء من العمل عليه 

.إذا كنا سنضيع كل هذا المال دون مراقبة طرق صرفها في هذا المشروع ،فمن الأفضل إعطاءه لوزارة الداخلية لتصرفه على مدينة أخرى يمكن أن تستحقه، و نحن مقبلون على حدث عالمي.

أما أنا فإني أنتظر رؤية آسفي جميلة بديعة بعد تزفيتها بطريقة تحترم ساكنتها .

بقلم محسن الشقورى

 

سعيد الجدياني

https://www.assif.info

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *