حِـــداد مـــديـــنـــة 

 حِـــداد مـــديـــنـــة 

 بقلم : ميراني الناجي ..

ما طفا اليوم على سطح مدينة أسفي من انحلال خلقي يدفعنا إلى طرح سؤال مشروع ، إلى أين تتجه مدينة أسفي ؟.

لاشك أن تحت الجسر عُرّاب يحمي الاغتصاب ، وتحت مظلته تغوّلَ الفساد وتعددت ألوانه وأشكاله الأوليغارشية والسياسية وأضحى الانحراف حزباً له أشياع وأتباع .. 

وعندما نتحدث عن معنى الاغتصاب لا ينبغي أن ننسى أن المغتصبين هم أكبر وبال على أمن الدولة واستقرارها . فما برز اليوم فوق السطح بأسفي سوى القليل ، وأن جل المغتصبين بها مازالوا طلقاء ، فمنهم من غادر ويداه ملطختان بأدران الجريمة دون أن يطاله عقاب ولا حساب ، ومنهم من راكم ثرواته المشبوهة وهو يزهو بشرف اللص الوقح فوق مقصلة القانون ..

بأي منطق إذن تَسِير الأشياء بمدينة أسفي وكل شيء فيها سِيق نحو هاوية اليأس والانتحار، فالسكوت عند نصرة الحق انتحار، وتغيير المعاطف عند مواسم القطاف انتحار، وعندما تُترك المدينة لوحدها في أوكار الفساد فحتماً فالانحراف سيزداد ، والاغتصاب سيزداد ..

تلك إذن هي النتيجة الحتمية التي انتهى إليها حال المدينة ، ولكم أن تتصوروا مدينة غزاها البدو والأنذال ، وحولوها من حاضرة إلى حظيرة ، ومن قلعة أمجاد إلى وكر فساد ، فماذا ستنتظرون ؟ .. 

لا شك أن استغلال فئات هشة تعيش في وضعية مركّبة وصعبة لو حدث في مدينة تحترم حقوق المرأة لخرجت العشرات من المسيرات مطالبة برحيل من يدبّر شأن هذه المدينة ، اغتصاب هذه الفئات هو ترجمة للاغتصاب الأعمق للإنسانية ، وتلخيص لواقع إداري وسياسي فاسد تعددت فيه معاني القهر والجريمة ..

لقد اعتلّ الكيّ وتبيّن الغيّ ، فالمغتصبون معروفون ، فغالبيتهم أميون فاشلون ، ومرضى سيكوباتيون ، تسربوا من أنفاق التزوير كالأنذال ..

لا حياد بعد اليوم فوق جرائم الأوغاد ، لقد شردوا عروس الحاضرة ، وحولوها من “مقدمة” خلدونية مهابة ، إلى “مؤخرة” في الأحزان والكآبة ، اليوم ساعة الحقيقة دقت ، وحبال القهر تدلّت ، ودب نيرون الغثيث ، بصلافة الخبيث المقيت ، يصنع مدينة حزينة ، وينهب كنوزها الثمينة .. 

أيها الفاسدون ، غداً سترحلون ، بمعاول الهدم سترحلون ، وقبل آذان الرحيل ستعرفون ، أنتم ونَيْرونُكم الخرافي ، أن كل من تمطّى فوق أسفي بثرواته المشبوهة ، سينتهي مهما كان ، ولا تنسوا أن كفة الزمن تدور ، وأنه لا أبدية للظلام ، ولا دوام لموائد اللئام ..

ميراني الناجي 

أسفي 01 يونيو 2024

سعيد الجدياني

https://www.assif.info

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *