اختتام الدورة التاسعة من مهرجان تطوان الدولي لمدارس السينما (FIDEC)
اختُتمت فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان تطوان الدولي لمدارس السينما، الذي استمرت على مدار ستة أيام في فضاء سينما أبينيدابتطوان، وسط أجواء احتفالية كرست مكانة المهرجان كمنصة دولية تحتفي بالإبداع السينمائي الشبابي.
نُظم المهرجان من طرف جمعية بدايات وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، التابعة لـجامعة عبد المالك السعدي، وبدعم من المركز السينمائي المغربي. ويهدف إلى تشجيع المواهب السينمائية الشابة من مختلف أنحاء العالم، وتوفير فضاء لتبادل الأفكار والتجارب بين الطلبة والمبدعين من مدارس السينما والجامعات الدولية.
شهدت الدورة مشاركة 38فيلمًا سينمائيًا في المسابقة الرسمية، تمثل 33 مدرسة سينمائية من 24 دولة، محملة بقصص إنسانية عميقة وقيم عالمية تعكس التنوع الثقافي والبعد الإبداعي للمشاركين. تنافست هذه الأعمال أمام لجنة تحكيم مرموقة مكونة من أربعة أسماء سينمائية بارزة، بالإضافة إلى جمهور تطواني وفيّ تميز بحضوره الكبير وشغفه بالفن السابع.
منذ انطلاقته، يطمح المهرجان إلى أن يكون قاعدة للإثراء الثقافي والفني، حيث يجمع مبدعين شبابًا من مختلف المدارس السينمائية العالمية لتبادل التجارب، واستلهام الأفكار، والانفتاح على رؤى سينمائية جديدة. وقد شكّلت هذه الدورة فضاءً حيويًا لعرض أفلام تسلط الضوء على قضايا معاصرة برؤى مبتكرة.
تميزت العروض الفيلمية بنقاشات ثرية بين المشاركين والجمهور، ما جعل المهرجان يحتفظ بمكانته كموعد سينمائي بارز، سواء على المستوى الوطني أو الدولي. وأشاد المتابعون بالتنظيم المحكم والبرمجة المتنوعة، التي قدمت فرصة استثنائية للتعرف على إبداعات الطلبة السينمائيين من مختلف القارات.
تميزت الدورة التاسعة لمهرجان تطوان الدولي لمدارس السينما بحضور لجنة تحكيم مرموقة، عكست التنوع الثقافي والتخصصي في عالم السينما والفنون. وضمت اللجنة:
- ليلى كيلاني: مخرجة مغربية معروفة برؤيتها السينمائية الفريدة، التي تمزج بين الواقعية والشاعرية.
- عبد الرحيم كمال: كاتب وسيناريست مصري بارز، يُعد من أعمدة كتابة السيناريو في السينما والتلفزيون العربي، صاحب أعمال ناجحة تركت بصمتها في المشهد الفني.
- كيارا ماغري: المنسقة البيداغوجية والمديرة الفنية لدورة الرسوم المتحركة في Centro Sperimentale di Cinematografia، المدرسة الوطنية الإيطالية المرموقة للسينما.
- تودا بوعناني: فنانة تشكيلية وصانعة أفلام مغربية، تجمع بين الفنون البصرية والإبداع السينمائي، مما يضفي لمسة فنية مبتكرة على المهرجان.
إلى جانب لجنة التحكيم الرسمية، شهدت الدورة التاسعة للمهرجان إضافة مميزة تمثلت في لجنة شبابية، مكونة من طلبة جامعة عبد المالك السعدي. جاءت هذه المبادرة لتعزيز التفاعل الأكاديمي وتشجيع الطلبة على الانخراط في النقد السينمائي ومتابعة الإبداع الشبابي العالمي عن قرب.أُسندت إلى هذه اللجنة مهمة تقييم الأفلام من منظور الطلبة، ما أضاف بعدًا جديدًا للمهرجان، حيث ساهمت آراؤهم في خلق حوار متنوع بين الأجيال وفتح المجال لتبادل الرؤى السينمائية.هذه المشاركة الطلابية عززت أهداف المهرجان الرامية إلى دمج الشباب في المشهد الثقافي، ومنحت الطلبة فرصة استثنائية للتعلم والتفاعل مع محترفين ومبدعين عالميين في المجال السينمائي.
كعادته في الاحتفاء بالمبدعين الذين أثروا المشهد السينمائي العالمي، شهدت الدورة التاسعة من مهرجان تطوان الدولي لمدارس السينما تكريم شخصيات بارزة، اعترافًا بإسهاماتهم المتميزة في مجال السينما والفن:
- كيارا ماغري: المنسقة البيداغوجية والمديرة الفنية لدورة الرسوم المتحركة في Centro Sperimentale di Cinematografia، المدرسة الوطنية الإيطالية المرموقة للسينما. تكريمها جاء اعترافًا بدورها البارز في تطوير الرسوم المتحركة ودعم المواهب الشابة في المجال السينمائي.
- بودوان كونيغ: صانع أفلام وثائقية بارز، عُرف بإعداد تقارير متميزة للتلفزيون، بالإضافة إلى عمله كمدير تصوير محترف. يُدرس كونيغ السينما الوثائقية في جامعة إيكس مرسيليا، مما يجعله نموذجًا للإبداع والمساهمة الأكاديمية في آنٍ واحد.
هذه التكريمات تعكس توجه المهرجان نحو الاحتفاء ليس فقط بالشباب المبدعين، بل أيضًا بالخبرات السينمائية الرائدة التي تلهم الأجيال القادمة، وتؤكد على دوره كمنصة لتقدير الشخصيات التي تساهم في تطور السينما عالميًا.
عُرفت الدورة التاسعة لمهرجان تطوان الدولي لمدارس السينما بتنظيم مجموعة من اللقاءات الثقافية السينمائية الباذخة التي جمعَت العديد من الأسماء الوازنة في عالم الفكر والسينما. تمحورت هذه اللقاءات حول مواضيع سينمائية حيوية وقدمت ورشات و”ماستر كلاس” متنوعة، تميزت بإثراء النقاشات الفنية والثقافية بين المشاركين والجمهور. ومن أبرز هذه اللقاءات:
- ماستر كلاس “كتابة السيناريو – عناصر الاختلاف والاتفاق بين الكتابة الأدبية وكتابة السيناريو” مع الكاتب والسيناريست المصري عبد الرحيم كمال، الذي تناول أساليب الكتابة السينمائية وكيفية مزجها مع الكتابة الأدبية لتحقيق سيناريو ناجح.
- ماستر كلاس “الممثل بين السينما والمسرح والأدب” مع أيمن الشيوي، فنان مصري وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون المصرية، الذي استعرض العلاقة بين الفنون المسرحية والسينمائية.
- ماستر كلاس “الموسيقى التصويرية لانقلاب – منتج الأرشيف” مع ريك شوبت، مونتير ومخرج موسيقي تجريبي، الذي استعرض كيفية ارتباط الصورة بالصوت واستخدام الموسيقى في بناء الذاكرة السينمائية.
- ماستر كلاس “أسئلة البناء في سيناريو الفيلم الروائي القصير” مع الدكتورة فدوى ياقوت، كاتبة سيناريو وباحثة سينمائية ورئيسة قسم السيناريو بالمعهد العالي للسينما في مصر، الذي تناول أسس بناء سيناريو الفيلم القصير.
- ماستر كلاس “أرشيف بوعناني – حكايات السينما في المغرب” مع تودا بوعناني، فنانة تشكيلية وصانعة أفلام مغربية، التي عرضت من خلاله تجربتها الفريدة في العمل السينمائي والفني في المغرب.
- ماستر كلاس “عبور الحدود” مع المخرجة ليلى كيلاني، التي ناقشت في هذا اللقاء سبل تجاوز الحدود التقليدية في صناعة السينما.
- ماستر كلاس “السينما الوثائقية: أداة للحوار والديمقراطية” مع المخرج الفرنسي بودوان كونيغ، الذي استعرض دور السينما الوثائقية في تعزيز الحوار بين الثقافات والنهوض بالديمقراطية من خلال الأفلام.
- ماستر كلاس “السينما والأنثروبولوجيا: الأنثروبولوجيا البصرية” مع الدكتور خالد مونة، أنثروبولوجي يعمل في جامعة مولاي إسماعيل في مكناس، الذي تناول العلاقة بين السينما والأنثروبولوجيا.
- ماستر كلاس “أمر أو أمرين أعرفهما عن الأنيميشن الإيطالي” مع كيارا ماغري، المنسقة البيداغوجية والمديرة الفنية لدورة الرسوم المتحركة في Centro Sperimentale di Cinematografia، المدرسة الوطنية الإيطالية المرموقة للسينما، حيث قدمت لمحة عن تطور فن الأنيميشن في إيطاليا.
- دراسة حالة: فيلم “الليلة” (La Notte) من تقديم سيموني براتولا، التي تناولت تحليلاً معمقًا لهذا الفيلم المهم من حيث التأثيرات البصرية والرؤية السينمائية.
تُعد هذه اللقاءات والورشات بمثابة منصات مفتوحة لفرص التعلم والمناقشة، حيث استطاع المهرجان أن يحقق هدفه في تعزيز الحوار بين مختلف الاتجاهات الفنية والسينمائية، وفتح آفاق جديدة للسينمائيين الشباب لاكتساب المهارات والتجارب من أساتذة عالميين.
واختتمت الدورة التاسعة من مهرجان تطوان الدولي لمدارس السينما بتتويج مجموعة من الأفلام المميزة ضمن المسابقة الرسمية. جاءت النتائج على النحو التالي:
- جائزة الابتكار: فاز بها فيلم The Spellللمخرج Diego Oliva Tejedaمن جامعة التلفزيون والسينما ميونيخ بألمانيا.
- جائزة حقوق الإنسان: حاز عليها فيلم Shattered Memory للمخرجة حياة اللبان من جامعة الحكمة بفلسطين.
- جائزة سينما التحريك: حصل عليها فيلم Echoesللمخرج Robinson Drossos منالمدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية في باريس بفرنسا.
- تنويه خاص للفيلم الوثائقي: كان من نصيب فيلم Remembering Homeمن إخراج هبة دهيبي من ماستر السينما الوثائقية بكلية الآداب,جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، المغرب.
- جائزة أفضل فيلم وثائقي: فاز بها فيلم THE OTHER SIDE OF BEAUTY للمخرج سامي سيف سر الخاتم. من الإجازة المهنية في الدراسات السينمائية, بكلية الآداب جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، المغرب..
- تنويه خاص للفيلم الروائي:ذهب إلى فيلم PISHOمن إخراج Aoun Ul Haider من جامعة اقرأ من باكستان.
- جائزة أحسن فيلم روائي: حصل عليها فيلم Beyond the Doorمن إخراج V i c t o r i a N e t o من لا فيميس / أكاديمية فيلم بادن-فورتمبيرغ بفرنسا.
- جائزة لجنة التحكيم: كانت من نصيب فيلم Balkan, Babyللمخرج Boris Gavrilovic. من جامعة التلفزيون والسينما ميونيخ بألمانيا.
- الجائزة الكبرى: حصل عليها فيلم Country for Old Menمن إخراج SherzodNazarov, AdkhamjonAbdurakhmonov.VGIK من أوزبكستان.
- جائزة الجمهور: ذهبت إلى فيلم Les Tangérois من إخراج أشرف العافية من ماستر السينما الوثائقية بكلية الآداب, جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، المغرب.
- جائزة لجنة التحكيم الطلابية:فاز بها فيلم The Spellللمخرج Diego Oliva Tejeda.من جامعة التلفزيون والسينما ميونيخ بألمانيا.
- جائزة الجمهور وثائقي تطوان: عادت إلى فيلم “HER LAND” من إخراج كل منعهد نجيب ومريم نيم.ماستر السينما الوثائقية بكلية الآداب, جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، المغرب.
في تتويج مميز، حصدت جامعة عبد المالك السعدي بتطوان حضورًا لافتًا في الدورة التاسعة من مهرجان تطوان الدولي لمدارسالسينما، حيث فاز طلابها بأربع جوائز في المسابقة:جائزة أفضل فيلم وثائقي ، تنويه خاص للفيلم الوثائقي, جائزة الجمهور, جائزة الجمهور وثائقي تطوان. ويعد هذا التتويج تأكيدًا على الجودة والاحترافية التي يتمتع بها الطلبة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، والتي تواصل تعزيز حضورها على الساحة السينمائية الدولية من خلال دعم المواهب الشابة وإبراز إبداعاتها.