دور الساحل البحري في تنمية المجال الترابي وتنمية السياحة الداخلية وتحلية المياه بإقليم آسفي

اسفي: عبد الرحيم النبوي
يشكل الشريط الساحلي لإقليم آسفي، بامتداده الجذاب وتنوعه الطبيعي والثقافي، ركيزة أساسية لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة في المنطقة. فإلى جانب دوره التقليدي كمصدر للثروات البحرية، يمتلك هذا الساحل إمكانات هائلة لتنمية المجال الترابي، وتعزيز السياحة الداخلية، وحتى توفير حلول مبتكرة لتحديات المياه.
واكد حسن السعدوني، رئيس جمعية آفاق لتنمية قطاع الصيد البحري بآسفي، في تصريح له للصحراء المغربية على هامش انعقاد الاجتماع الأول للمكتب التنفيذي الجديد لفرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة مراكش-آسفي، الأسبوع الماضي، ان الساحل البحري بإقليم آسفي يمتل فضاءً حيوياً للتفاعل الاجتماعي والاقتصادي. فالموانئ، وإن كانت ترتبط في أذهان الكثيرين بالصيد البحري، إلا أنها تشكل أيضاً نقاط التقاء تجارية ولوجستية مهمة، تساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية وتوفير فرص العمل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتطوير البنية التحتية على طول الساحل، مع مراعاة المعايير البيئية، كما أن يساهم في فك العزلة عن بعض المناطق وتسهيل الوصول إليها، وبالتالي تعزيز التنمية المتوازنة للمجال الترابي للإقليم، وان الاستثمار في تهيئة الكورنيشات والمساحات العمومية المطلة على البحر يخلق فضاءات للترفيه والتنزه، مما يعزز جاذبية المدن الساحلية ويحسن جودة حياة السكان.
وأوضح رئيس جمعية آفاق لتنمية قطاع الصيد البحري بآسفي، ان الساحل البحري لآسفي يتميز بتنوع مناظره الطبيعية الخلابة، من الشواطئ الرملية الذهبية إلى المنحدرات الصخرية الشاهقة، مما يجعله وجهة مثالية للسياحة الداخلية، و يمكن لتطوير المنتجعات السياحية المستدامة، والفنادق ذات الجودة العالية، والمرافق الترفيهية المتنوعة، كما يمكنه من يستقطب أعداداً متزايدة من الزوار من مختلف أنحاء المملكة و إن التركيز على السياحة البيئية والثقافية، من خلال استغلال المواقع التاريخية القريبة من الساحل والحفاظ على التنوع البيولوجي الفريد للمنطقة، بإمكان ذلك أن يخلق تجارب سياحية غنية ومستدامة، إضافة الى ان تنظيم الفعاليات والمهرجانات الساحلية يمكن أن يساهم بشكل كبير في تنشيط الحركة السياحية والاقتصاد المحلي.
وأشار حسن السعدوني، انه في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بندرة المياه، يمكن للساحل البحري لآسفي، ان يلعب دوراً غير تقليدي ولكنه بالغ الأهمية من خلال مشاريع تحلية مياه البحر، موضحا ان إقليم آسفي يعد من المناطق التي قد تستفيد بشكل كبير من هذه التقنية المبتكرة لتوفير مياه الشرب والري، وإن إنشاء محطات تحلية المياه، مع الأخذ في الاعتبار الجوانب البيئية والاقتصادية، يمكن أن يساهم في تحقيق الأمن المائي للإقليم وتعزيز قدرته على مواجهة آثار التغيرات المناخية.
وخلص رئيس جمعية آفاق لتنمية قطاع الصيد البحري بآسفي، الى ان ن تحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانات الهائلة التي يتيحها ساحل إقليم آسفي، يتطلب تضافر جهود مختلف الفاعلين، من القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، وذلك بوضع استراتيجيات تنموية متكاملة تأخذ في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتضمن الاستغلال المستدام للموارد الطبيعية والحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة. إن الاستثمار الذكي والمستدام في البنية التحتية، وتشجيع المبادرات المحلية، وتعزيز الوعي البيئي، كلها خطوات ضرورية نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تجعل من ساحل آسفي محركاً حقيقياً للتقدم والازدهار.