عمالة إقليم اسفي تحتفي بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

اسفي: عبد الرحيم النبوي

 نظمت عمالة إقليم اسفي، أمس الاربعاء، حفلا بمناسبة الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي يحتفى بها هذه السنة تحت شعار “20 سنة في خدمة التنمية البشرية.

وشكل الحفل، الذي ترأسه عامل إقليم اسفي، محمد فطاح، بحضور محمد الوهابي، الكاتب العام للعمالة، وممثلي السلطات المحلية، والمنتخبين، ومستفيدين من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ورؤساء المصالح الخارجية، وممثلي المجتمع المدني، مناسبة للوقوف على الحصيلة الإيجابية لمنجزات المبادرة التي ساهمت من خلال مشاريع مهيكلة على مدى العقدين الماضيين بشكل كبير في تحسين مؤشرات الصحة، والتعليم، والبنيات التحتية، ومكافحة الهشاشة، فضلا عن تثمين الرأسمال البشري والتصدي للمعيقات الرئيسية للتنمية البشرية

وفي كلمة بالمناسبة، أبرز عامل إقليم اسفي  الحصيلة الإيجابية للمبادرة بالإقليم، موضحا انها تميزت بمسار تنموي حافل بدأ بالمرحلتين الأولى والثانية 205 – 2018 ، والتي تم التركيز خلالهما على تقوية البنيات التحتية والخدمات الأساسية بمجالات حيوية،  كالصحة والتعليم والطرق،  قصد محاربة الفقر والهشاشة والاقصاء الاجتماعي ودعم التشغيل وادماج الاقتصادي،  بحيث بلغ عدد المشاريع والأنشطة المنجزة خلال هذه الفترة من المرحلتين،  1540 مشروعا ونشاطا بغلاف مالي قدر ب 787 مليون درهم ، و بمساهمة من المبادرة 481 مليون درهم ، كل ذلك ، يضيف عامل الإقليم، تم وفق مقاربة تشاركية تستمد أسسها وأهدافها من تشخيص افقي بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني.

واشار عامل الإقليم الى ان هذه الرؤيا الاستراتيجية، قد تعززت مع المرحلة الثالثة 2019 – 2025، والتي شكلت نقلة نوعية في ورش المبادرة عبر نهج مقاربة جديدة تولي اهتمام بالغا للرأسمال البشري ، وتم خلال فترة الممتد ة ما بين 2019 الى شهر ابريل المنصرم  برمجة وإنجاز ما يناهز 975 من المشاريع التنموية،  باعتماد مالي اجمالي  560 مليون درهم ، همت هذه المشاريع أنشطة مختلفة و حيوية بالنسبة المعيش اليومي للمستفيدين من بين الفيات المستهدفة .

و ذكر عامل إقليم اسفي، بعض المنجزات والتدخلات الهامة والمؤشرات الإيجابية والتي تم تحقيقها ، ذلك لنه بالنسبة للبرامج الاول للمرحلة الثالثة والمتعلق بتدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية  للمجالات الترابية، الأقل  تجهيزا،  فقد تمت تهيئة 52 كلم من المسالك القروية، وذلك من أجل فك العزلة على 26 مؤسسة تعليمية بالعالم القروي، بغلاف مالي اجمالي 5 مليون درهم ، وتم كذلك ربط 62 مؤسسة تعليمية بالماء الصالح للشرب،  بغلاف مالي اجمالي قدره  6 مليون درهم ، وفيما يخص البرنامج الثاني الخاص بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، فقد تم بناء وتجهيز 15 مركزا اجتماعيا بشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني ، منها مركزان لتصفية الدم بكل من جمعة اسحيم واحرارة ومركز لمعالجة الإدمان بآسفي ومراكز أخرى تعنى بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وكذا النساء والأطفال في وضعية صعبة، بغلاف مالي اجمالي قدره 23 مليون درهم.

وأضاف المسؤول الترابي بالإقليم،  ان البرنامج الثالث الخاص بتحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب وبالضبط محور الشباب ودعم سلاسل الإنتاج ذات قيمة،  والذي يتم تنفيذه في اطار شراكة ما بين المملكة المغربية والبنك الدولي، فقد تمكنت الجمعيات المقدمة الخدمات خلال الفترة الممتدة ما بين 2019 – 2024 ، من مواكبة 1240، شاب وشابة من أجل خلق مقاولاتهم، همت مراحل قبل الإحداث،  فيما استفاد 409 من دعم وتأطير خاص خلال مرحلة ما بعد الاحداث ، وقد تم تمويل 417 مشروعا لفائدة الشباب والتعاونيات بغلاف مالي اجمالي قدره حوالي 100 مليون درهم ، وتم ادماج 409 من الشباب بسوق الشغل بنسبة 32 بالمائة للنساء ، بالإضافة الى مواكبة وتمويل 82 تعاونية، لفائدة 2664 مستفيد ومستفيدة في اطار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وتابع المسؤول ذاته، اما البرامج الرابع المكلف بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، انه في محور الصحة وتغدية الام والطفل،  تم اقتناء 26 سيارة اسعاف، وبناء وتجهيز دور للأمومة، بالإضافة الى ثلاثة دور للأمومة تعرف حاليا نسبة الإنجاز مهمة بها، بغلاف اجمالي يقدر ب13 مليون درهم ، كما تم اقتناء خمس وحدات طبية متنقلة، مع تعميم منظومة الصحة الجمعاتية على مستوى جميع تراب الإقليم، بغلاف مالي اجمالي قدره حوالي 6 مليون درهم ، من أجل التحسيس والتوعية النساء على الولادة في الأوساط المراقبة وتحسيس النساء الحوامل أو النساء المقبلات عن الحمل، بالإضافة الى التغذية الجيدة والرضاعة الطبيعية ما بعد الولادة.

وبخصوص محور التعليم الاولي بالمناطق القروية، يشير عامل الإقليم الى احداث وتجهيز وتسيير 382 وحدة للتعليم الاولي ، وبذلك تكون التغطية شاملة بجميع تراب الإقليم،  بغلاف مالي اجمالي  140 مليون درهم ، والعمل على تشغيل 384 مربي ومربة بوحدات التعليم الاولي ، كما هم محور مواكبة دعم التمدرس، اقتناء 81 سيارة للنقل المدرسي،   إضافة الى برمجة اقتناء 22 سيارة للنقل المدرسي، بغلاف مالي اجمالي 47 مليون درهم.

ومن جهة، أخرى، أشار عامل الإقليم، إلى أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية تعمل حالياً في إطار تصور اقليمي مندمج، ينبني على روح الاستباقية ورؤية واضحة تجعل من السياحة باعتبارها قطاعا واعداً، رافعة أساسية للتنمية المحلية على مستوى الإقليم، مضيفا أن عمل هذه اللجنة سينكب على أفكار ومشاريع هامة منها تلك التي تدخل في اطار تشجيع ودعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومن ضمنها:- خلق منصات للشباب على مستوى الدوائر، لتقريب خدمات الإدماج والتأطير بالعالم القروي، – مشاريع تدخل في إطار الادماج الاقتصادي للشباب والنساء أبناء المنطقة بكل من للافاطنة والصويرية القديمة وكرام الضيف في إطار تصور يأخذ بعين الاعتبار تصور وأفاق التأهيل المستقبلي لهذه الشواطئ،-  توطين وتنظيم نشاط الباعة الجائلين ببعض المراكز الكبرى كسبت جزولة وجمعة سحيم وأيير …

واكد عامل الإقليم، على أهمية المعطيات التي تم الاطلاع عليها وهي بذلك تعكس بالملموس مدى المجهودات والتضحيات التي تم بذلها من طرف جميع المتدخلين الذين ابانوا على مدى الوعي بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم وتقديرهم لواجباتهم نحو الوطن والمواطنين منوها في الوقت ذاته، بأعضاء اللجنة الإقليمية وكافة الهيات والقطاعات والفعاليات المجتمعية من اجل ضمان التنزيل الميداني الأمثل للبرامج المسطرة.

وقد تميز هذا اللقاء بتوقيع اتفاقيتين للشراكة والتعاون ،الأولى تتعلق بتأهيل وتجهيز مركز لإيواء الأشخاص بدون مأوى بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية وجماعة اسفي والمندوبية الاقليمية للتعاون الوطني وجمعية البر والإحسان بغلاف مالي قدره 1 مليون درهم ؛ فيما همت الاتفاقية الثانية، احداث فضاء لتأهيل الباعة الجائلين بمركز العكارطة ، بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية وجماعة ايير بغلاف مالي قدره 1 مليون درهم.

تجدر الإشارة الى أنه تم اطلاق برنامج احتفالي يمتد من 21 الى 27 ماي 2027 يشمل ندوات ، معارض وزيارات ميدانية بمشاركة مختلف الفاعلين المحليين والوطنيين من اجل تسليط الضوء على منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم آسفي.