افتتاح مهرجان العطية باسفي في دورته 23 تحت شعار ” الثرات الموسيقي والصناعات الثقافية “

 افتتاح مهرجان العطية باسفي في دورته 23 تحت شعار ” الثرات الموسيقي والصناعات الثقافية “

آسفي: عبد الرحيم النبوي

تم مساء أمس الأربعاء بمدينة الثقافة والفنون باسفي، افتتاح فعاليات الدورة الـ23 لمهرجان العيطة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 19 يوليوز الجاري، تحت شعار “الثرات الموسيقي والصناعات الثقافية “.

 وانطلقت هذه الدورة المنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع عمالة إقليم آسفي وجمعية أصدقاء تور هيردال، وبدعم من المجلس الإقليمي والمجلس الجماعي والمكتب الشريف للفوسفاط، بإيقاعات موسيقية من فن العيطة، وذلك بحضور عامل إقليم اسفي محمد الفطاح وممثلي وزارة الثقافة وشخصيات مدنية وعسكرية والمنتخبون الى جانب فعاليات فنية وثقافية وجمعوية بالإقليم.

وخلال العرض الافتتاحي الذي يعد لحظة بهجة وتقاسم طالما انتظرها جمهور فن العيطة، تم تقديم عرض فني من العيطة الحصباوي نالت اعجاب الحضور، كما تم تسليط الضوء من خلال العديد من الكلمات على البعد التنظيمي لمهرجان العيطة والرامي إلى تثمين الموروث الحضاري المغربي وصون الذاكرة الفنية الجماعية، كما أنه يبصم على تقاطعات إيقاعية لفن العيطة كتعبير هواياتي متعدد الروافد يستقي مرجعيته الفنية الأصيلة من المكون المحلي المغربي.

وأوضحت أسماء لقماني، المديرة الجهوية لقطاع الثقافة، انه إذا كان الفن منذ نشأته، ارتبط تعبيريا بالجسد، وكان رغبة فردية وجماعية للتعبير عن هواجس الذات وأهوائها وتطلعاتها، مسترسلة في كون فن العيطة دعوة للانغماس في ثنايا المجتمع الذي أنبتها وتلمس لتفاصيله وصدى لتفاعلاته  آلامه واماله، فرحه وانكساراته بلغة فنية جمالية يكون فيها الجسد والمتن والإيقاع المحور والأداة ، ولأنه الأقرب إلى وجدان مبدعها والأفصح في التعبير عن مكنوناتهم، استطاع فن العيطة أن يتخطى عوادي الزمن ، ليفرض نفسه كلون موسيقي فني قائم الذات وكإرث ثقافي وموروث إنساني جماعي ساهم ويساهم في تشكيل وإغناء شخصيتنا المتعددة الروافد والجذور.

 سيرا على نهج الدورات السابقة، اكدت المديرة الجهوية لقطاع الثقافة ان المهرجان في دورته 23 يسعى إلى تقديم برنامج فني متميز ومتنوع من خلال فقرات موسيقية يحييها كبار شيوخ العيطة بمختلف تلاوينها وتنوعاتها وإلى خلق فضاء للتواصل والتلاقي الفني بين رواد وممارسي وعشاق هذا اللون الغنائي التراثي.

وابرزت أسماء لقماني، أهمية مهرجان العيطة باعتباره مناسبة، للانكباب أكاديميا وعلميا على مختلف جوانب هذا الإرث وتحليل بنياته الظاهرة منها والخفية ورصد وتفكيك العناصر المكونة له: متنا وايقاعا وشكلا من خلال ندوة علمية، كما انه يشكل لحظة وفاء وإخلاص لكل من أسهم في استمرار فن العيطة وتداولها من خلال تكريم فنانين قدموا الكثير لهذا الفن، اعترافا لعطائهم المتميز ولمسيرتهم التي دامت لسنوات طوال ولمساهمتهم الكبيرة في استمرار وتحبيب وتقريب هذا الفن من قواعد كبيرة من المتلقين، وتضم لائحة المكرمين كل من الفنان محمد المحفوظي والفنان سعيد احريميد والفنانة كبورة النعيمي والفنانة امينة سوكار،  وهي كوكبة من الفنانين الذين  ساهموا  طيلة مشوارهم الفني الحافل في التعريف بفن العيطة وضمان استمراريته” وقد ساهم المحتفى بهم بان قدموا طيلة مشوارهم الفني آداء قويا مفعما بالأحاسيس والتفاعل الأخاذ، كما ساهموا من خلال ثراء رصيدهم الغنائي وبطريقتهم الخاصة في إشعاع المهرجان الوطني لفن العطية وكانوا سفراء لهذا الحدث الذي يشكل اليوم موعدا ثقافيا وطنيا.

ومما ميز هذه الدورة كذلك، زيارة المعرض التراثي للآلات الموسيقية الخاصة بفن العيطة، وذلك من اجل التعريف بذخائر ثقافتنا الوطنية، وإعطاء فرصة للأجيال الصاعدة لاكتشاف الفن الأصيل الذي يستمد جذوره من التاريخ عبر خط زمني متواصل يربط الماضي بالحاضر.

وبساحة مولاي يوسف، حيث أقيمت المنصة الرسمية للمهرجان، استمتع الجمهور الحاضر بأداءات فرقة الفنانة وصال العبدية وفرقة الفنان حميد السرغيني والفنان ادريس البوعزاوي، وقد الهبت الفرق المؤثثة للسهرة الأولى من فعاليات المهرجان   حماس جمهور من مختلف الآفاق من ساكنة المدينة وزوارها غصت به جنبات ساحة مولاي يوسف لترسم لوحة فنية متفردة تعكس الخصوصيات الفنية للهوية الثقافية المغربية، وغنى وأصالة الموروث الفني.

سعيد الجدياني

https://www.assif.info

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *