سهرة الثالثة من فعاليات المهرجان الوطني لفن العيطة الشيخ جمال الزرهوني، رئد الاغنية الشعبية اطرب سامعيه وصفاء المعروفي، تسحر الادان بصوتها القوي، وتلامس مسامع الجمهور

اسفي: عبد الرحيم النبوي
على إيقاع فن العيطة والطرب الشعبي الأصيل، افتتحت فقرات السهرة الثالثة من مهرجان فن العيطة، بأغاني من فن العيطة، ابدعت في أدائها فرق متنوعة مهتمة بهذا الفن الأصيل، كشيخ جمال الزرهوني والفنان امين الورديني والفنانة صفاء المعروفي ومجموعة حسن مول العود
وقدم جمال الزرهوني احد شيوخ العيطة وروادها ، اغاني وايقاعات من فن التراث الشعبي، تجاوب معها الجمهور الحاضر بشكل فني رائع، بحيث تفاعل مع لونه الموسيقي بحفاوة و حرارة تجاوزت حدود الاعجاب و التصفيق ، لتمتزج مشاعر البهجة و المتعة و السرور في آن واحد لاسيما أن سهرة اليوم الثالث رُوعِي فيها تنوع الاذواق بين ما هو محلي و وطني، وبالتالي تفاعل الجمهور الحاضر مع اغانيه التراثية باعتبارها فن أصيل من موروثهم الموسيقي، ومن حلال هذه الأغاني الشعبية، أعاد الشيخ جمال الزرهوني، الاعتبار لفناني وشيوخ فن العيطة الذي شكل على مر السنين جزءا أصيلا من الهوية والذاكرة الجماعية لأهالي منطقة عبدة وغيرها من مناطق الجوار، وهو أمر تأكد بالملموس مدينة الثقافة والفنون ، وذلك أن الأغنية الشعبية مازالت تحظى بشعبية كبيرة بالإقليم و منطقة عبدة على الخصوص التي ظلت على الدوام مرتبطة بهذا الفن الاصيل
واستطاعت الفنانة الصاعدة بقوة، صفاء المعروفي، أن تقدم لوحات فنية رائعة نقلت الجمهور الحاشد إلى سماء النغم الأصيل وإيقاعات اللحن العذب الرفيع، حيث أمتعت جمهورها بكوكتيل من الاغاني الشعبية الرائعة، وقد أطلقت مجموعة من النساء زغاريد تعبيرا عن تجاوبهن مع الفنانة الصاعدة، مرددين معها جميع الأغاني في تناسق بهيج على مدى فقرتها الغنائية، وقد تجاوب معها عشاق هذا الفن من خلال وصلات غنائية بإيقاعات دسمة من صميم الوجدان الفني المغربي ، كما تميز أدائها بتنويع الأنماط الموسيقية والكلمة الساطعة التي سحرت آذان السامعين وأسكرتهم أحاسيسهم بإيقاعاتها الكثيفة وانزياحاتها نحو النغمة الموسيقية القصيرة ، وانسياباتها النبرية التي تجمع بين طبقات صوتية خفيضة وتوليفات نغمية متواشجة ومتآلفة لآلات الموسيقية التقليدية والعصرية في تناغم فريد ، حيث استطاعت الفنانة صفاء المعروفي أن تخلق جو من المتعة والسرور، فكان منها أن تغنى وتطرب من خلال صوتها القوي ليلامس مسامع الجمهور في العديد من الأغاني التي كان لها مفعول السحر في تأجيج مشاعر المحبة وإذكاء نار الحماس وسط الجماهير الحاضرة بمنصة مدينة الثقافة والفنون بمدينة اسفي.
وقدم الفنان الشاب امين الورديني، مجموعة من الأغاني الشعبية تألق من خلالها وابدع في أدائها، حيث لقيت تجاوبا منقطع النظير من الجمهور الذي غصت به مدينة الثقافة والفنون و تفاعل مع ايقاعات اغانيه الشعبية بشكل كبير.
بالمنصة ذاتها، تألق الفنان حسن مول العمد ومجموعته الفنية، من خلال أدائه لمجموعة من الأغاني التراثية أداها بإتقان على خشبة المنصة مما جعل الجمهور يتفاعل كثيرا مع ألوانه الغنائية التي رددها معه، وقد تفاعل الجمهور الغفير الذي حضر هذه السهرة، وقد كان هذا الأخير متحمسا ومتعطشا لكل ما هو تراثي أصيل، مع مختلف الفنانين والفرق المشاركة، بحيث استمتع جمهور وعشاق فن العيطة خلال هذه السهرة المتميزة والتي ألقت فيها العيطة بألوان متعددة، أبدعت في أدائها فرق متنوعة مهتمة بهذا الفن الشعبي الأصيل.
وشكلت الفقرات الفنية لليوم الثالث حفل شعبيا، تفاعل معه الحضور من خلال ما قدم من اغاني تراثية جميلة خالدة والايقاعات العذبة اطربت السمع والعقل والوجدان ، وقد مكنت العروض المقدمة من التخاطب مع الجماهير الساهرة حيث غنى الفنانون في تلك الليلة على امتداد السهرة بنفس نبرات الصوت الصادح القوي العذب الشذي وباريحية كبيرة دامت حتى نهاية العرض الذي برغم حيزه الزمني لم يشعر به الحضور وعاش مع فقراته الفنية في لحظات الطرب والصفاء ساعات حسبها لمتعتها ونشوتها لحظات وهي ساعات ود الجمهور لو أن السهرة الفنية امتدت مدة زمنية أكثر.