إقليم آسفي..  المشاريع المائية المهيكلة تجمع بين الابتكار التكنولوجي، والنجاعة البيئية

 إقليم آسفي..  المشاريع المائية المهيكلة تجمع بين الابتكار التكنولوجي، والنجاعة البيئية

 

 

اسفي: عبد الرحيم النبوي

يشهد إقليم آسفي تنزيلا محكما لعدد من المشاريع المائية المهيكلة والتي تجمع بين الابتكار التكنولوجي، والنجاعة البيئية، والإدماج الترابي.

وتندرج هذه الاوراش المائية، في إطار مقاربة مندمجة ومتعددة القطاعات، همت محورين رئيسيين يهمان تطوير محطات تحلية مياه البحر على نطاق واسع.

وفي هذا الإطار، تم إطلاق أشغال محطة التحلية “موجة 2” (Wave 2) الواقعة بالمركب الصناعي لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بآسفي، والتي تأتي استكمالا للوحدة الأولى الي دخلت حيز الخدمة منذ سنة 2024، بقدرة سنوية تبلغ 150 مليون متر مكعب، وبإمكان هذه المحطة الجديدة ان تعزز بشكل ملحوظ، التزود بالماء، ليس لفائدة المنشآت الصناعية للمجمع بمزيندة وابن جرير واليوسفية فحسب، بل أيضا لفائدة مدينة مراكش في ظل طلب متزايد.

وأكد عثمان أبوسلهام، مدير العمليات بشركة المياه الخضراء التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ورش “موجة 2” انطلق فعليا، حيث من المتوقع أن تستغرق الأشغال المكثفة نحو 15 شهرا، وتشمل وحدات المعالجة الجديدة وأنابيب الإمداد المتأتية من مياه البحر.

وأوضح عثمان أبوسلهام، أن الأمر يتعلق بمرحلة ثانية من برنامج طموح، انطلق في 2022 عبر إنجاز محطة أولى لتحلية مياه البحر بقدرة 40 مليون متر مكعب سنويا، مضيفا أن هذه الوحدة الأولى، التي دخلت حيز الخدمة في 2024، مكنت من تغطية 100 في المائة من حاجيات الماء الشروب لمدينة آسفي، بفضل حصة سنوية تبلغ 15 مليون متر مكعب.

وأشار أبوسلهام، أن هذا المشروع المندمج يندرج في إطار تصور دائري ومستدام لتدبير الماء ويشمل، إلى جانب المنشآت البحرية ومحطات التحلية، نظاما للمعالجة وإعادة استعمال المياه العادمة، الموجهة لتزويد الوحدات الكيميائية للمكتب الشريف للفوسفاط، مبرزا أن هذا النموذج يمكن من تثمين الموارد المائية ضمن الدورة بأكملها، انطلاقا من ماء البحر إلى غاية إعادة استعماله الصناعي، مرورا بالاستهلاك الحضري، وفق مقاربة نظامية تضع الاستدامة والنجاعة في قلب هذا المسلسل، مسجلا أنه في أفق 2027، ستمكن هذه الآلية برمتها من بلوغ قدرة تراكمية تصل إلى 200 مليون متر مكعب من المياه المعالجة سنويا، طبقا للاستراتيجية الخضراء لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، التي أطلقت نهاية 2022.

ومن جهة ثانية، سيتم إنجاز برنامج استراتيجي آخر بإقليم اسفي ، من طرف الشركة الجهوية متعددة الخدمات بمراكش آسفي، والموجه لربط المناطق القروية والمراكز النائية المتأثرة جراء الإجهاد المائي، وسيهم هذا البرنامج الاستراتيجي انجاز محطات مندمجة لتحلية مياه البحر والمياه الأجاج، في إطار خطة استعجالية وطنية أطلقتها وزارة الداخلية.، حسب ما افاد به رئيس قسم الدراسات وأشغال الماء الصالح للشرب بالشركة (مديرية آسفي).، محمد كورماط.

وأكد رئيس قسم الدراسات وأشغال الماء الصالح للشرب بالشركة (مديرية آسفي)، أن هذا البرنامج، الذي رصد له غلاف إجمالي يقارب 445 مليون درهم، يروم إحداث 43 محطة للتحلية على صعيد جهة مراكش آسفي، بتمويل مشترك بين وزارة الداخلية ومجلس الجهة، موضحا أنه على الصعيد الإقليمي، ينص البرنامج على إنجاز 12 محطة مندمجة، منها ثلاث محطات لتحلية مياه البحر دخلت حيز الخدمة بجماعات آيير والبدوزة والمعاشات، وكذا ثلاث محطات لتحلية المياه الأجاج بجمعة سحيم والثوابت، فيما توجد ست محطات أخرى قيد الإنشاء بجماعات ومراكز أخرى.

وأبرز محمد كورماط، أن “هذه المحطات ستمكن من تلبية الحاجيات المستعجلة للساكنة القروية، مع ضمان ولوج منتظم للماء الشروب، سواء من خلال الربط بالشبكة أو من خلال خزانات متنقلة تم اقتناؤها خصيصا لهذا الغرض”.

 

سعيد الجدياني

https://www.assif.info

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *