اسفي:  انطلاق فعاليات  موسم الولي الصالح مولى البركي، تحت شعار  ” الموروث الثقافي ….قافلة للتنمية،”

اسفي: عبد الرحيم النبوي

افتتحت مساء يوم الأربعاء 10 شتنبر 2025، بضريح الولي الصالح سيدي عبد الرحمن الملقب (مولى البركي)، فعاليات المهرجان المحلي بالجماعة الترابية مول البركي باسفي، التي تنظمها جمعية مول البركي للتعاون والتنمية، تحت شعار ” الموروث الثقافي ….قافلة للتنمية،”

وقد تميز حفل افتتاح هذه التظاهرة المنظمة على مدى أربعة أيام بشراكة الجماعة الترابية مول البركي وبدعم من العديد من الشركاء، بتنظيم حفل ديني مهيب بـ”الضريح”، إحياء لذكرى عيد المولد النبوي الشريف من تأطير من  المجلس العلمي المحلي لآسفي، كما تم تنظيم ندوات علمية حول تاريخ ومسار الوالي الصالح مول البركي،  باعتبار موسم عبد الرحمان الملقب مول البركي يكتسي طابعا دينيا وروحيا لدى ساكنة جماعة  مول البركي ومنطقة عبدة بصفة عامة ، كما يعد مناسبة للتزاور و للتعارف والتلاقي بين الأسر القاطنة بالمنطقة ، وهو مناسبة كذلك للتعريف بالمقومات الدينية والهوية الثقافية لزاوية بسيدي عبد الرحمن الملقب (مولى البركي) بن رحال السباعي احد تلاميذ سيدي علي السايح، الذي يكنون له ساكنة المنطقة احتراما وتقديرا خاصين لما عرف به الرجل من ذكر وعبادة وزهد ، وجهاد خلال الاحتلال البرتغالي.

وعرفت فعاليات المهرجات تنظيم معرض للتعاونيات الفلاحية ضم 20 تعاونية من جماعة مول البركي والجماعات المجاورة وهو ما يؤكد حسب رئيس الجماعة موال البركي رشيد بوكطاية ، مكانة التعاونيات كرافعة حقيقية لتحقيق أهداف التنمية  المستدامة، وان الهذف من ذلك التلاقي بين البُعد المحلي والبعد الاقليمي إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي تضطلع به التعاونيات، خاصة الفلاحية منها، في ترسيخ مبادئ التضامن، الإدماج الاجتماعي، والعدالة المجالية، وكذا إبراز مساهمتها النوعية في إنجاح أهداف الجيل الأخضر.

وعلى مستوى المحرك ، سافرت عروض التبوريدة المتميزة بالجمهور الحاضر في رحلة إبداعية تضمنت لوحات فنية من فن التبوريدة، عرفت مشاركة وازنة للعديد من سربات الخيل، حيث استمتع الزوار بلحظات من فن التبوريدة التقليدية التي عرفت مشاركة أزيد من 45 سربة، بحيث حظيت سربة مول البركي بقيادة العلام شرف البحراوي ، بإعجاب الحضور، من خلال أدائه للوحات فنية شيقة في ميدان التبوريدة، صانعا بذلك فرجة حقيقية، وهو ما ترك انطباعا خاصا لدى الجمهور الحاضر، باعتبار أن فن التبوريدة يعد جزءًا هاما من التراث الشعبي بمنطقة عبدة ومول البركي على الخصوص ، وذلك لكونها تجمع بين الروحانية والتراث، وتعزز الروابط الاجتماعية بين أبناء المنطقة وزوارها.

ومن جهة أخرى تناوب على المنصة الفنية أسماء فنية محلية وأخرى وطنية سطع اسمها في سماء الفن الشعبي كالفنان ولد الحوات والفنان ولد صوبة والفنانة خديجة مركوم وفرقة من ألمع المجموعات الشعبية المحلية، وفي هذا الاطار، اكد رشيد بوكطاية، رئيس جماعة مول البركي،  ان المهرجان يشكل منصة حية لتثمين الغنى والتنوع الذي يميز التراث المغربي، من رقصات وأهازيج وموسيقى شعبية، والتي تساهم في ترسيخ الهوية المغربية وصون تقاليدها المتجذرة.

وأوضح رشيد بوكطاية، ان فعاليات مهرجان مول البركي قد عرف تطورا ملحوظا  سنة بعد سنة، وان الجماعة اخدت على عاتقها السير تصاعديا بهذا الحدث ، مضيفا ان موسم الولي الصالح عبد الرحمان الملقب بمول البركي، له ارتباط بالمولد النبوي الشريف ، واننا كمجلس جماعي ، يقول رشيد بوكطاية ، وفرنا الوسائل المادية و المعنوية واللوجستيكية لتكون هذه التظاهرة في حلة متميزة، احسن من السنة الماضية، مما أكسبه نوعا من الفخر والاعتزاز للمجلس الجماعي ومختلف الشركاء بالمساهمة في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الأصيل، تحت شعار “الموروث الثقافي… قافلة للتنمية”، باعتبار ان المنطقة تزخر بموروث ثقافي كبير في جميع الفنون وفي مختلف المجالات،  كفن العيطة وفن التبوريدة و الشعر و الرسم والعديد من الابداعات ، وبالتالي فالمنطقة مهدا للعديد من الثقافات والممارسات الفولكلورية والرياضية وغيرها إلى جانب معالم تاريخية وتراثية للتعريف بالمنطقة وإبراز مؤهلاتها الطبيعية والاقتصادية والسياحية.

و كشف رشيد بوكطاية ، رئيس جماعة مول البركي، ان السنة المقبلة سيتم انشاء منتجع سياحي بإحياء بعض المعالم السياحية بالجماعة ما يعرف بالضاية البيضاء والضاية الكحلة ( السوداء)، وهي بحيرة شكلت مع مرور الأزمنة  محطة لاستقبال الطيور المهاجرة، وبالتالي سيتم خلق هذا الفضاء في اطار شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعة حاملة المشروع وذلك بإنشاء منتجع سياحي من الجيل الجديد الذي سيمنح الجماعة دفعة كبيرة حول التنمية.  وأبرز رشيد بوكطاية، ان الجماعة الترابية مول البركي إقليم اسفي، تسعى من خلال عملها الجاد في إنجاح فعاليات الموسم الصلح مول البركي، على توظيف الإرث الثقافي والروحي والسياحي للمنطقة كرافعة للتنمية المحلية، وبالتالي يعكس ذلك رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يولي أهمية بالغة للحفاظ على التراث المغربي المادي واللامادي.