احتفالات كبيرة بإقليم اسفي بعد القرار الأممي التاريخي الداعم للحكم الذاتي بالصحراء المغربية
اسفي: عبد الرحيم النبوي
في مشهد وطني مهيب، شهدت مدينة اسفي احتفالات عارمة بقرار مجلس الأمن الدولي القاضي بدعم مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية تحت السيادة المغربية، في خطوة وُصفت بالتحول الدبلوماسي غير المسبوق في مسار هذا الملف
وبعد صدور القرار الاممي، خرج جموع المواطنين، أطفال وشباب و نساء، إلى الشوارع والساحات العامة، ملوحين بالأعلام الوطنية، مرددين الأناشيد و الشعارات الوطنية مثل: “ملكنا واحد محمد السادس” والصحراء صحراؤنا والملك ملكنا”، في أجواء مليئة بالفرحة والفخر الوطني والهتافات التي تمجد الوحدة الترابية للمملكة، في مشهد وطني جامع يعكس مكانة القضية في وجدان المغاربة، كما تمت ملاحظة العديد المقاهي بوسط المدينة والتي تحولت إلى فضاءات للنقاش والاحتفاء، حيث تابع المواطنون تفاصيل التصويت عبر القنوات الإخبارية الدولية وسط تصفيقات وتهليلات كلما عرضت الشاشات مشاهد التأييد الواسع للقرار
وأجمع العديد من المواطنين على أن هذا الموقف الأممي يعكس نجاح الرؤية الدبلوماسية للمغرب بقيادة الملك محمد السادس، الذي أدار هذا الملف بحكمة وبعد نظر، معتمدًا على قوة الميدان والتنمية الواقعية في الأقاليم الجنوبية أكثر من الخطاب السياسي
وتأتي هذه الاحتفالات، عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2025 قرارًا جديدًا يدعم مبادرة الحكم الذاتي بشأن قضية الصحراء المغربية، وذلك بعد تصويتٍ سجل 11 صوتًا مؤيدًا وامتناع 3 دول، دون اعتراض من أي دولة دائمة العضوية، فيما لم تشارك الجزائر في عملية التصويت.
وبعد هذا الإنجاز التاريخي، وجه الملك محمد السادس، خطابا إلى الشعب المغربي، أكد فيه أن المملكة تدخل مرحلة فاصلة في تاريخها الحديث، مع ترسيخ مغربية الصحراء والطي النهائي للنزاع المفتعل على أساس مبادرة الحكم الذاتي.
وأكد الملك حرص المغرب على إيجاد حل سياسي نهائي يحفظ ماء وجه جميع الأطراف، داعيا سكان مخيمات تندوف إلى اغتنام هذه الفرصة التاريخية للانخراط في تنمية وطنهم في إطار المغرب الموحد.
وقال جلالة الملك إن المغرب يعيش اليوم لحظة فاصلة وتحولا حاسما في تاريخه المعاصر، مضيفا: “هناك ما قبل 30 أكتوبر وما بعد 30 أكتوبر”
واكد محمد السادس في جزء من خطابه التاريخي بمناسبة التطورات الأممية الأخيرة المتعلقة بقضية الصحراء المغربية، أن المغرب يدخل مرحلة جديدة من الحسم وترسيخ الوحدة الوطنية، مشدداً على أن جميع المغاربة سواسية دون تمييز، سواء المقيمون داخل الوطن أو العائدون من مخيمات تندوف.
و جدد جلالة الملك التأكيد على أن المملكة ماضية بثبات في نهج المصالحة الوطنية وتعزيز اللحمة الداخلية، داعياً في الوقت ذاته إلى اغتنام اللحظة التاريخية لإعادة جمع الشمل وصون المكتسبات الوطنية.
وفي هذا هذا السياق، شدّد جلالته على أن المغرب، ورغم التطورات الإيجابية التي تعرفها قضية وحدته الترابية ودعم العديد من دول العالم لمبادرة الحكم الذاتي، يظل حريصًا على التوصل إلى حل “لا غالب فيه ولا مغلوب”، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف. وأضاف أن المملكة لا تعتبر هذه التحولات انتصارًا لتحقيق مكاسب ضيقة ولا توظفها لتأجيج الخلافات، موجهاً نداءً صادقًا لإخواننا في مخيمات تندوف لاقتناص الفرصة التاريخية للعودة إلى وطنهم والمساهمة في تدبير شؤونهم المحلية وبناء مستقبلهم في إطار المغرب الموحد، وما يتيحه مشروع الحكم الذاتي من كرامة وتنمية ومشاركة فعلية.
كما وجه الملك نداء صادقاً إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من أجل فتح صفحة جديدة قائمة على الحوار الأخوي الصريح، وتجاوز الخلافات بما يخدم استقرار وتقدم الشعبين، قائلاً إن بناء علاقات قوية بين المغرب والجزائر هو أساس لاستقرار المنطقة وركيزة لإحياء الاتحاد المغاربي على أسس الاحترام المتبادل والتعاون والتكامل بين دوله الخمس.
وحيى جلالته أبناء الأقاليم الجنوبية نظير تشبثهم الدائم بمقدسات الأمة ووحدتها الترابية، مبرزاً أن التنمية والاستقرار اللذين تعيشهما هذه الأقاليم ثمرة تضحيات جسيمة قدمها الشعب المغربي، وعلى رأسهم القوات المسلحة الملكية والقوات الأمنية بمختلف مكوناتها وعائلاتهم عبر خمسة عقود.
كما أشاد الملك بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدبلوماسية الرسمية والحزبية والبرلمانية وجميع المؤسسات الوطنية في الدفاع عن الوحدة الترابية وإيصال صوت المغرب العادل إلى المنتظم الدولي، مؤكداً أن هذه التعبئة الوطنية كانت عاملاً حاسماً في بلوغ هذه المرحلة المتقدمة من تكريس السيادة على الأقاليم الجنوبية