“أرزة” فيلم يحكي بلغة سينمائية بسيطة عن “طوائف” أخرى في لبنان
اكتشف جمهور أيام قرطاج السينمائية التي تتواصل في العاصمة التونسية حتى 21 دجنبر الجاري، الفيلم اللبناني “أرزة” الذي ينافس على جوائز المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، ومعه اكتشف “طوائف” أخرى في لبنان عابرة للمعتقد والعرق.
يحكي الفيلم قصة امرأة تدعى” أرزة” (أدت الدور الفنانة ديامان أبو عبود)، حاولت المخرجة ميرا شعيب أن تقدمها هي وأسرتها ( ابن وأخت) بدون أي رمز يحيل على انتماء لطائفة معروفة في لبنان (ديكور البيت ،الاكسسوارات ، الحديث ، ..) حتى تكون ” مطية” لتناول مدى حضور الانتماء الطائفي في الحياة اليومية للبنانيين وأيضا مدى غيابه، أو بالاحرى تحوله أحيانا إلى انتماء آخر منافس ل” طائفتين” قليلا ما يسلط عليهما الضوء في لبنان قوامهما البحث عن خلاص فردي”في لبنان” أو “خارج لبنان”.
ف” أرزة” (شجرة الأرز رمز لبنان) تجتهد لتنمي مشروعها المنزلي الصغير لبيع أكلات وفطائر وتوصيلها للزبائن، وهي تحلم بيوم تفتح فيه مطعما خاصا بها في بيروت غير آبهة تقريبا بالوضع السائد فيما ابنها كنان مقتنع بأنه لا نجاة إلا بالرحيل من لبنان وهو يحلم باستخراج جواز سفر والانتقال إلى أوروبا بأي وسيلة كانت. وإذا كان الانتقال بين طوائف المعتقد والعرق مستحيلا تقريبا فإن التنقل بين “طائفتي” الحالمين بمستقبل فردي في لبنان و الباحثين عنه خارجه، ممكن، بل لعله طاغ، كما تجسده الشابة عشيقة كنان التي توقفت عن التظاهر بحماس من أجل تغيير الوضع في البلد لتستعد للرحيل مع أسرتها بعد الحصول على التأشيرات اللازمة.
لقد اختار كاتبا السيناريو ، فيصل شعيب ولؤي خريش ، منطقة للحكي تقع بين الانتماء الطائفي والبحث عن خلاص فردي مع أن المسافة تكاد تنعدم بينهما في لبنان، كما اختارا شخصيات تعيش في مساحات ضيقة أيضا، بين المراهقة والرشد ( كنان)، وبين الأمل والخوف (أخت أرزة الشخصية التي أدتها الفنانة بيتي توتل )، وبين الاصرار المستمر واليأس المتكرر (أرزة).
أما المخرجة فاعتمدت في باكورة أعمالها الروائية الطويلة ، لغة سينمائية بسيطة أقرب إلى لغة الدراما التلفزيونية، يطبعها اقتصاد في التعبير بالكاميرا، وهو اختيار ساير بساطة الحكاية التي أثرتها في المقابل حوارات ومواقف نقلت المشاهد ،دون فواصل أحيانا، بين الابتسامة و الحزن.
وينافس فيلم “أرزة” في المسابقة الكبرى للدورة ال35 لأيام قرطاج السينمائية إلى جانب الشريط المغربي “المرجا الزرقا” للمخرج داوود أولاد السيد و أفلام “ديمبا” من السنغال و”القرية المجاورة للجنة” من الصومال، الذي فاز مؤخرا بجائزة لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش(مناصفة)، و “مات الرجل”من نيجيريا و “هانامي” من الرأس الأخضر و” ذو فانيشين” و”فرانتز فانون” من الجزائر و”إلى عالم مجهول” من فلسطين و” البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” من مصر و “سلمى ” من سوريا و”ماء العين” و”عايشة” و” الذراري الحمر” و” برج الرومي “من تونس.
وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والتي يرأسها المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد ،كلا من الممثلة الرواندية إليان أميهير والمخرجة التونسية سلمى بكار والمنتج بيدرو بيمنتا من الموزمبيق والصحفي السنغالي بابا ديوب والناقد السينمائي اللبناني إبراهيم العريس والمنتجة المصرية ماريان خوري.
بك
ومع