ندوة علمية بثانوية المعاشات تناقش موضوع: “السيرة النبوية وبناء الإنسان”

  ندوة علمية بثانوية المعاشات تناقش موضوع: “السيرة النبوية وبناء الإنسان”

 

اسفي: عبد الرحيم النبوي

احتضنت ثانوية المعاشات التأهيلية بمدينة آسفي، صباح يوم الخميس 09 أكتوبر 2025، ندوة علمية هادفة بعنوان: “السيرة النبوية وبناء الإنسان”، من تنظيم نادي الثوابت الدينية والوطنية، وذلك بحضور ثلة من الأساتذة والباحثين المتخصصين، إلى جانب تلميذات وتلاميذ المؤسسة وأطرها الإدارية والتربوية.

وقد استُهلت فعاليات الندوة، التي اجرت في أجواء تربوية وروحية مميزة، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها أداء النشيد الوطني المغربي في جو من الاعتزاز والانتماء، وفي معرض كلمته الافتتاحية، رحّب الاستاذ عبد الله المساوي، مدير المؤسسة، بالضيوف الكرام والأساتذة المؤطرين، معبرًا عن سعادته باحتضان المؤسسة لمثل هذه المبادرات الفكرية والعلمية، كما نوّه بأهمية موضوع الندوة، مذكرًا براهنيته في ظل التحديات التي يعيشها الشباب اليوم، والحاجة إلى القدوة النبوية في ترسيخ القيم والهوية والانتماء.

الأستاذ يونس الحديدي، رئيس نادي الثوابت الدينية والوطنية، الذي تولى تسيير أشغال هذا اللقاء التربوي، أكد في كلمته أن السيرة النبوية ليست مجرد سرد لأحداث تاريخية، بل هي نموذج حضاري متكامل لبناء الإنسان في أبعاده القيمية والفكرية والروحية.

وقد شهدت الندوة تقديم ثلاث مداخلات علمية مترابطة سلطت الضوء على جوانب مختلفة من السيرة النبوية الشريفة، حيث تناول الأستاذ عبد الإله أبو مارية، عضو المجلس العلمي المحلي بآسفي، موضوع الإعجاز اللغوي في خطاب الرسول (ص)، مبينًا جماليات البلاغة النبوية وروعة البيان المحمدي الذي جمع بين الإيجاز والدقة وعمق المعنى، مما جعله وسيلة فعالة في ترسيخ القيم وتقويم السلوك، واستعرض نماذج من الأحاديث الشريفة التي تجلى فيها هذا البعد البياني الفريد، مؤكدًا أن فصاحة النبي (ص) لم تكن مجرد خصلة لغوية، بل كانت أداة تربوية قوية في التأثير والإقناع والتوجيه.

أما الأستاذ محمد كعباد، رئيس مركز نبراس للدراسات والبحوث، فقد تطرق إلى موضوع “معالم الإنسان الكامل في السيرة النبوية”، حيث أبرز ملامح الشخصية النبوية بوصفها النموذج الأعلى للإنسان في كماله الأخلاقي، وتوازنه النفسي، وانضباطه السلوكي. وأوضح أن السيرة النبوية تقدم تصورًا عمليًا لبناء الإنسان في مختلف جوانب حياته، فهي لا تفصل بين الإيمان والعمل، ولا بين الروح والجسد، بل تقدم صيغة منسجمة تحقق التوازن بين حاجات الفرد ومصالح المجتمع، داعيًا إلى إعادة قراءة السيرة بمنهجية معاصرة تجعل منها مرجعًا حيويًا لتنشئة الأجيال.

من جانبه، أضاف الأستاذ هشام كعباد مداخلة قيمة حول “السيرة النبوية وأثرها في تحقيق الحياة الطيبة”، أشار فيها إلى أن السيرة ليست فقط سجلًا أخلاقيًا أو تشريعيًا، بل هي دليل عملي لحياة مطمئنة، تسودها الرحمة، والتوازن، والسكينة. وبيّن أن الاقتداء بالرسول(ص) هو طريق لتحقيق السعادة الفردية والاستقرار المجتمعي، مستشهدًا بقول الله تعالى: “فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى”، ومبرزًا أن معالم الحياة الطيبة تتجسد في تطبيق الهدي النبوي في الواقع المعاش، بما يعزز الانتماء والقيم والتماسك الداخلي.

وقد شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من طرف التلميذات والتلاميذ الذين أغنوا النقاش بمداخلاتهم وتساؤلاتهم التي عكست وعيًا متزايدًا بأهمية السيرة النبوية في بناء الشخصية المتوازنة وتحصين الذات ضد الانجرافات القيمية والسلوكية.

وفي ختام هذا اللقاء العلمي التربوي، تم تقديم شواهد شكر وتقدير للأساتذة المشاركين، كما قام الاستاذ عبد الله المساوي، مدير المؤسسة، بتقديم هدية رمزية للأستاذ عبد الإله أبو مارية، عربون شكر وامتنان لما قدمه من إسهامات تربوية وعلمية قيّمة، واعترافًا بما بذله من جهود مخلصة في خدمة المنظومة التربوية طيلة مسيرته المهنية.

وقد عبّر الحاضرون عن امتنانهم لإدارة المؤسسة ونادي الثوابت الدينية والوطنية على حسن التنظيم وجودة الموضوع، داعين إلى تكرار مثل هذه المبادرات لما لها من أثر بالغ في تنمية الوعي الديني والوطني لدى الناشئة، وتعزيز حضور السيرة النبوية في الحقل التربوي كمرجعية أخلاقية وبنائية لا غنى عنها.

سعيد الجدياني

https://www.assif.info

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *