جمعية حوض آسفي، تنظم ندوة علمية تحت شعار «آسفي، مصير أطلسي»

 جمعية حوض آسفي، تنظم ندوة علمية تحت شعار «آسفي، مصير أطلسي»

 

اسفي: عبد الرحيم النبوي

نظمت جمعية حوض آسفي وبشراكة مع عمالة إقليم آسفي ومجلس جهة مراكش آسفي والكلية متعددة التخصصات بآسفي، ندوة علمية كبرى، تحت شعار «آسفي، مصير أطلسي»، وذلك في إطار النسخة الأولى من أسبوع مخصص لمحيطها الأطلسي، للذاكرة والثقافة والبحث العلمي وانفتاح آسفي على الأطلسي.

وقد شكلت الندوة العلمية التي احتضنها فضاء الكلية باسفي نهاية الأسبوع ، مناسبة لتسليط الضوء على أهمية البحر كمورد استراتيجي للتنمية الجهوية، وفضاء للتبادل بين الباحثين والمهنيين والمؤسسات المعنية بالاقتصاد الأزرق، بحيث تميز هذا اللقاء الذي حضر فعالياته عامل إقليم اسفي ، محمد فطاع، رفقة ادريس بنهيمة، رئيس جمعية حوض اسفي، بالإضافة الى حضور مجموعة من المسؤولين المحليين والمنتخبين والأساتذة الجامعيين والخبراء في مجالات الصيد البحري والبيئة والسياحة البحرية، إلى جانب فاعلين جمعويين ومهنيين يمثلون مختلف مكونات المنظومة البحرية بمدينة آسفي، – تميز- بمداخلات علمية غنية تناولت قضايا التنمية المستدامة للمجال الساحلي، وتثمين الموارد البحرية، وحماية البيئة البحرية، ودور البحث العلمي في دعم الاقتصاد الأزرق.

واكد الأستاذ عبد الصمد شريف، عميد اﻟﻜﻠﯿﺔ ﻣﺘﻌﺪدة اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت ﺑﺄﺳﻔﻲ، على أهمية هذه الندوة التي اختير لها شعار «آسفي، مصير أطلسي»، موضحا ان اﺧﺘﯿﺎر ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺒﺤﺮ: راﻓﻌﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺘﺮاﺑﯿﺔ اﻟﻤﻨﺪﻣﺠﺔ واﻟﺸﺎﻣﻠﺔ” أو ﺑﺎﻷﺣﺮى “اﻟﺒﺤﺮ: ﻋﻨﺼﺮ أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺘﺮاﺑﯿﺔ اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ واﻟﻌﺎدﻟﺔ”، ﯾﻌﻜﺲ ﺑﻮﺿﻮح اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻤﺘﺰاﯾﺪ ﺑﺎﻷھﻤﯿﺔ اﻹﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻟﻠﺒﺤﺮ واﻟﻤﺠﺎل اﻟﺴﺎﺣﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿق اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ، ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻓﻲ ﺟﮭﺔ ﻣﺮاﻛﺶ–أﺳﻔﻲ، اﻟﺘﻲ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻤﺆھﻼت ﺑﺤﺮﯾﺔ وﺑﯿﺌﯿﺔ واﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻛﺒﯿﺮة.

وأشار الأستاذ عبد الصمد شريف، ان ﺎﻟﻔﻀﺎء اﻟﺒﺤﺮي ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ﻣﺠﺮد ﻣﻮرد طﺒﯿﻌﻲ، ﺑﻞ أﺻﺒﺢ ﻣﺠﺎﻻ ً اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿًﺎ ﻟﻠﺘﻜﺎﻣﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺑﺘﻜﺎر اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﯾﻔﺘﺢ آﻓﺎﻗا  واﺳﻌﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ، وﯾﺸﻜﻞ رھﺎﻧًﺎ رﺋﯿﺴﯿًﺎ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﺗﻨﻤﯿﺔ ﻣﻨﺼﻔﺔ وﻣﺘﻮازﻧﺔ، مبرزا ان الكلية ﺗﺴﻌﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻣﺜﻞ هذه اﻟﻠﻘﺎءات اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ، إﻟﻰ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ ﻣﺤﯿﻄﮭﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﺘﻌﺎون ﺑﯿﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺪان، ﺑﻤﺎ ﯾﺘﯿﺢ ﺗﺒﺎدل اﻟﺨﺒﺮات، وﺗﻮﺣﯿﺪ اﻟﺮؤى ﺣﻮل ﺳﺒﻞ اﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻤﺆھﻼت اﻟﺒﺤﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﻨﺪﻣﺠﺔ واﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ، قائلا : ﻧﺄﻣﻞ أن ﯾﺸﻜﻞ ھﺬا اﻟﻠﻘﺎء ﻣﻨﺼﺔ ً ﻟﻠﺤﻮار اﻟﺒﻨّﺎء واﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ، ﺗﺴﮭﻢ ﻓﻲ ﺑﻠﻮرة ﺗﺼﻮرات وﻣﺸﺎرﯾﻊ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﺨﺪم ﺗﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺴﺎﺣﻠﻲ وﺗﻌﺰز إﺷﻌﺎع ﻣﺪﯾﻨﺔ أﺳﻔﻲ وﺟﮭﺘﮭﺎ ﻛﻘﻄﺐ ﺑﺤﺮي واﻗﺘﺼﺎدي ﻣﺘﻤﯿﺰ.

ومن جهة ثانية، أكد المتدخلون على أن آسفي تمتلك مؤهلات بحرية واستراتيجية استثنائية تؤهلها لتكون قطباً محورياً في الاقتصاد الأزرق الوطني، شريطة توحيد الجهود بين الدولة والجهة والجامعة والقطاع الخاص.

فعلى المستوى العملي، يتمثل «آسفي، مصير أطلسي» في باقة متعددة الأبعاد تضع آسفي كملتقى أطلسي، حيث ستجد الذاكرة والمعرفة والترفيه… مكانها في إطار من التبادل والتواصل يشمل المنطقة الأطلسية بأكملها، وتحديداً الواجهة الأفريقية وكذلك الأمريكيتين.

واجمع المتدخلون على ان «آسفي، مصير أطلسي» تتألف من خمسة محاور رئيسية لتحقيق الأهداف المسطرة لذلك، وهي

1 – الذاكرة الأطلسية، باعتبار ان اسفي تجسد الميناء العريق وشاهدة العبور الكبرى، الذاكرة الحية للمغرب الأطلسي. يهدف هذا المحور إلى الحفاظ على التراث البحري المادي واللامادي، والمهارات التقليدية، والروايات التاريخية التي تربط المدينة بمصيرها المحيطي، والنهوض بها. وتطمح آسفي إلى احتضان المركز الوطني للبحر، ليكون قطبًا علميًا وثقافيًا مخصصًا للمعرفة البحرية ونقل التراث المحيطي المغربي، ضمن أمور أخرى.

2 – التناغمات الأطلسية، لطالما كان المحيط مصدرًا للإلهام الفني والحوار بين الثقافات. بالتالي، سيجمع محور التناغمات الأطلسية هذه المكونة المبدعين والموسيقيين والفنانين التشكيليين من ضفاف الأطلسي للاحتفاء بالتبادل الثقافي بين إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين. وستكون الأمسية ” ” نقطة الأوج لهذا اللقاء بين الموسيقى والشعر والفنون البصرية، عاكسة للأخوة الأطلسية.

3 – الابتكارات والآفاق الزرقاء، ذلك ان هذا المحور يركز على الدور الاستراتيجي للبحر في التنمية الترابية المستدامة. ستتناول المؤتمرات والمنتديات ديناميكيات الاقتصاد الأزرق، والتحديات المينائية، والسياحة الساحلية المسؤولة، والفرص الاستثمارية الجديدة المرتبطة بالأطلسي. وبالتالي، ستعزز آسفي مكانتها كفاعل رئيسي في التنمية المندمجة والشاملة حول مجالها البحري.

4 – التوازن البيئي والبحر الحي، بحيث يهدف هذا المحور إلى أن يكون فضاءً للتفكير بين الباحثين والمؤسسات والفاعلين البيئيين الذين سيسعون إلى تقديم مشاريع مبتكرة حول الحفاظ على النظم البيئية البحرية، والإدارة المستدامة للموارد السمكية، ومكافحة التلوث. ولهذا، تطمح آسفي إلى احتضان مختبر وطني للبحث الأوقيانوغرافي، مفتوح للتعاون العلمي والدولي.

5 – الطاقة الرياضية والروح الأطلسية ذلك ان الترفيه والرياضات المرتبطة بالبحر تحظى بجاذبية ورؤية متزايدة، ويمكن أن تصبح مكونًا اجتماعيًا واقتصاديًا مهمًا، وقوة ناعمة ذات إشعاع كبير، ستجعل الدوريات والأنشطة الترفيهية والتأطيرية من البحر مكانًا للقاء والتعليم والمشاركة، مما يساهم في تعزيز الهوية الأطلسية والإشعاع السياحي لآسفي.

والاشارة فقد تطرقت الجلسات العلمية إلى عدة محاور أساسية، كان أبرزها:

  • الحكامة المندمجة للموارد البحرية وآليات التنسيق بين الفاعلين.
  • البحث العلمي والابتكار في المهن الزرقاء ودوره في تثمين الثروات البحرية.
  • تأهيل الشباب والطلبة للاندماج في سوق الشغل البحري.
  • السياحة الساحلية البيئية كرافعة للتنمية المحلية.
  • التحديات البيئية والتغيرات المناخية وتأثيرها على الأنظمة البحرية

سعيد الجدياني

https://www.assif.info

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *