الجماعة القروية لغيات دائرة جزولة إقليم اسفي  المعصرة العصرية “العباسي لزيت الزيتون، معصرة نموذجية متطورة تجمع بين الجودة والسرعة والنظافة وتحافظ على الطعم الأصيل والقيمة الغدائية العالية لزيت الزيتون 

اسفي: عبد الرحيم النبوي    

تعرف الجماعة القروية لغيات دائرة جزولة إقليم اسفي هذه الأيام، نشاطا اقتصاديا مهما،  تمثل في وجود شبكة كثيفة من معاصر الزيتون العصرية، والتي أصبحت تساهم في الدينامية الاقتصادية بالمنطقة، بحيث تستحوذ منطقة اثنين الغيات على نسبة تقدر بـ65 في المئة من الإنتاج الاقليمي لزيت الزيتون، وتستمر عميلة استخراج زيت الزيتون بالمنطقة من شهر أكتوبر إلى شهر فبراير.او شهر مارس حسب وفرة المنتوج.

واستطاعت هذه المعاصر العصرية لزيت الزيتون بالجماعة الترابية الغياث أن تتأقلم مع التحولات التكنولوجية الجديدة في مجال عصر الزيتون، وبالتالي فتحسن وتطور من آليات اشتغالها سواء تعلق الأمر بإنتاج الزيت الذي هو وظيفتها الأساسية أو بطرق ومقاربات لمعالجة مخلفات عملية عصر الزيتون التي أضحت أقل تلوثا، وذلك باعتمادها على الطاقة الكهربائية  بالإضافة إلى وجود معدات عصرية،  بحيث لا تحتاج العملية طحن حبوب الزيتون أكثر من ساعتين ، كما يتضمن فضاء المعصرة الداخلي على  قاعة لطحن الزيتون بالإضافة إلى  مستودعات خاصة بإيداع كميات الزيتون وأخرى لتخزين الزيت المستخلص، و يتسع المكان إضافة إلى ذلك  لفضاءات تطرح فيها المخلفات حبوب الزيتون، او ما يعرف بالفيتور.

ويروي صلاح الدين فيصل، صاحب المعصرة العصرية “العباسي لزيت الزيتون ” أن العمل في ظل العصرنة أصبح سهلا لاعتماد هذه المعاصر على التقنيات حديثة التقليدية، مشيرا الى أن قطاع زيت الزيتون سجل على مستوى منطقة الغياث تطورا ملحوظا خاصة على مستوى عصرنة آليات ومعدات الوحدات الإنتاجية.

وأوضح صلاح الدين فيصل، أن إقبال الزبائن على المعاصر التقليدية، أصبح يتضاءل عاما بعد عام، في ظل منافسة قوية لمعاصر الزيتون العصرية، كما أن الزبناء باتوا يفضلون المعاصر الحديثة من أجل كسب الوقت، وأيضا إيمانهم الكبير بأن عامل النظافة وصحة وسلامة المستهلك يتوفران أكثر في هذه المعاصر، مقارنة بالمعاصر التقليدية ، بالإضافة إلى أن تكلفة طحن كيلو غرام من الزيتون في المعاصر التقليدية للزيتون لا تزيد على درهم ونصف نصف ، وفي المقابل تصل التكلفة إلى درهمين ونصف في المعاصر الحديثة  وذلك راجع حسب قوله إلى سرعة الإنتاج وتحقيق الجودة ، مبرزا في الوقت ذاته، المراحل التي يتم فيها استخراج زيت الزيتون ، حيث  تبدأ عندما يأتي الزبون أو المزارع بأكياس مليئة بثمار الزيتون، يضعها العمال في إحدى زوايا المعصرة، وبعد تنقية الثمار وغسلها من الأوراق والشوائب، يتم وضع حبوب الزيتون في مستوعب الرحى الأسطوانية التي تدور، فتطحن حبات الزيتون مع حركة دوران بمحركات كهربائية ،  وبعد ساعات من طحن الثمار نتيجة ثقل الحجر الكبير الأسطواني، يوضع العجين المستخلص في أطباق دائرية مصنوعة من نبات الدوم أو من جريد النخل ، ويجري رص الأطباق بعضها فوق بعض أفقيا، ومن ثم يشد العمال الضاغط  ما يعرف بالزيار  حتى خروج الزيت من الأطباق ليمر عبر قناة إلى الحوض، أما في ما يخص بقايا حبوب  الزيتون التي يطلق عليها أصحاب المعاصر «الفيتور»  فتستعمل علفا للحيوانات وكذلك وقودا في مواقد النار.

وأعلن صلاح الدين فيصل، صاحب المعصرة العصرية “العباسي لزيت الزيتون ” انها معصرة نموذجية متطورة تجمع بين الجودة والسرعة والنظافة بفضل اعتمادها على أحدث الآلات في استخلاص الزيت بطريقة عصرية تحافظ على الطعم الأصيل والقيمة الغدائية العالية لزيت الزيتون، وبالتالي فمعصرة العباسي لزيت الزيتون بخدماتها المتكاملة وباحترامها لمعايير النظافة والجودة في كل مراجل الإنتاج قادرة على تلبية احتياجات الزبناء من هذه المادة ذات القيمة العالية بثمن تفضلي يراعي القدرة الشرائية للمستهلك

وأشاد صاحب المعصرة العصرية “العباسي لزيت الزيتون ”  بالمشروع البيئي الذي تم  تدشينه مؤخرا بجماعة الغياث  من طرف عامل إقليم اسفي والمتمثل في مركز معالجة المرجان  والذي يأتي في اطار المساهمة في الحفاظ على البيئة بالإقليم، و دعم جهود المهنيين للالتزام بالمعايير البيئية المعتمدة ومن اجل الحد من تلوث الفرشاة المائية والقطاعات الفلاحية، وضمان احترام الضوابط القانونية المرتبطة بتدبير مخلفات عصر الزيتون، مؤكدا أهمية هذا المركز  الذي سيتم تسيره من طرف اتحاد جمعيات ارباب معاصر الزيتون بإقليم اسفي، والهادف إلى التخفيف من تلوث البيئي، وإيجاد حلول بديلة للتخلص من مخلفات معاصر الزيتون على مستوى الإقليم، تسيير مركز معالجة لمرجان لاتحاد جمعيات رباب المعاصر الزيتون بإقليم اسفي.

ثمّن صلاح الدين فيصل، الإجراءات والتدابير التي اعتمدتها الجهات الوصية عن قطاع الزيتون في تجاوز الاكراهات وتدليل الصعاب، وهو ما مكن أصحاب معاصر الزيتون من تطوير تجهيزات ومعدات عصر الزيتون واستخلاص الزيت. في ظروف بيئية جيدة ، وبالتالي ساهمت هذه الإجراءات، بشكل كبير، في تنمية هذا القطاع  وجودة المنتوج.